تأرجح الوضع الأمني في طرابلس لليوم الثالث على التوالي أمس، بين الهدوء الحذر وتجدد الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة (تقطنها غالبية سنّية) وجبل محسن (تقطنها غالبية علوية)، على خلفية معارك القصير في سورية، ما اوقع مزيداً من الضحايا بين قتلى وجرحى على رغم محاولات الجيش اللبناني تطويق المواجهات الامر الذي أدى الى سقوط شهيد ثان للجيش. وأكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن ان «سقوط شهداء وجرحى في صفوف الجيش لن يثني المؤسسة العسكرية عن القيام بالدور الوطني الكبير المنوط بها». والاهتزاز الامني في عاصمة الشمال ترافق مع اهتزاز امني آخر على الحدود الشمالية مع سورية، اذ سقط ثمانية جرحى لبنانيين وسوريين جراء سقوط قذائف على بلدات الخوالصة والنصوب في منطقة جبل اكروم ومنطقة وادي خالد مصدرها الجانب السوري. ونقلوا الى المراكز الصحية للمعالجة. وسادت المنطقة حال من التوتر وسجلت حركة نزوح في ساعات الفجر وناشد الاهالي الجيش اللبناني التدخل. وكانت وصلت قوة من فوج المغاوير إلى طرابلس صباحاً لمساندة عناصر الجيش في بسط الأمن على محاور الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة حيث ساد الهدوء الحذر منذ السادسة صباحاً. وشهدت ساعات الفجر ارتفاعاً في حدة الاشتباكات على اكثر من محور، ما ادى الى اصابة كل من جمال عبدالله مراد واحمد بلال المصري وانعدمت حركة المرور في مناطق الاشتباكات. لكن الهدوء سرعان ما نسفه القنص واندلاع الاشتباكات مجدداً على المحاور التقليدية لا سيما عند جامع الناصري وطلعة العمري والبقار وستاركو والملولي. وسجلت عمليات قنص على المنازل وعلى الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بعكار ما ادى الى سقوط 3 جرحى، وردت وحدات الجيش المنتشرة في المكان على مصادر النيران. واشتدت عمليات القنص ظهراً في باب التبانة وجبل محسن وسقط بنتيجتها عدد من القتلى والجرحى نقلوا الى المستشفى الاسلامي الخيري. وعرف من القتلى: محمد رشيد سلطاني (30 سنة)، ومن الجرحى: يحيى سيف عبيد (مواليد 1932 - اصابته في الرأس)، وخالد محمد محمد (سوري - مواليد (1980) تمت معالجتهما. وسقطت 3 قذائف مصدرها الجانب السوري في خراج بلدتي المونسى والعماير، تزامناً مع تشييع 3 قتلى سوريين، كانوا قضوا فجراً في المواجهات التي جرت داخل الاراضي السورية وتم سحبهم من وادي سرحان السوري، الى بلدة العماير (اللبنانية) حيث شيعوا، اثنان منهم من قرية اكوم السورية وآخر من قرية الهيت السورية ايضاً. وأدى سقوط القذائف على بلدات الخوالصة والنصوب في منطقة جبل اكروم ومنطقة وادي خالد الى جرح 8 لبنانيين وسوريين ونقلوا الى المراكز الصحية للمعالجة. وسادت المنطقتان حالاً من الخوف. وسجل سقوط عدد آخر من القذائف الصاروخية مصدرها الجانب السوري، على بلدات قنية، الكلخة، الحنيدر والكنيسة في عكار ما أدى إلى سقوط عدد من الاصابات. وفي المقلب الآخر من البلاد، حيث لا يزال «حزب الله» يشيع قتلاه الذين سقطوا في معارك القصير داخل سورية، نقل جثمان المسؤول العسكري حسين احمد ابو حسن الى ضاحية بيروت الجنوبية وجرى تشييعه بمشاركة مناصري الحزب. ونفى «تيَّار المستقبل» في بيان معلومات نشرها «إعلام النظام السوري الحربي، عن وجود مجموعات من التيَّار منتشرة في سورية تدعم الجيش الحرّ»، مذكراً بأن «حزب الله» هو «من يشيع يومياً قتلاه الذين يسقطون بالعشرات في القصير». دورية للجيش اللبناني تجوب مناطق الاشتباكات (الحياة)