يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في لوكسمبورغ اليوم، لمناقشة سبل مكافحة فيروس «إيبولا» الذي حذرت منظمة «أوكسفام» البريطانية غير الحكومية من أنه قد يصبح «أضخم كارثة إنسانية في جيلنا». ووجّه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون رسالة إلى الدول الأعضاء في المجلس الأوروبي، طلب منها «الاتفاق على سلسلة جديدة من التدابير للتصدي لأزمة إيبولا». وشدد على ضرورة «التحرك بسرعة»، معبراً عن أمله بزيادة المساعدة التي تقدمها الدول الأوروبية لتبلغ بليون يورو، كما اقترح «تعزيز التنسيق لمراقبة نقاط الدخول» إلى أوروبا. وتفيد الأرقام الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، بوفاة 4555 شخصاً من أصل 9216 أُصيبوا بالوباء، خصوصاً في ليبيريا وسيراليون وغينيا. ونبّهت رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف إلى أن «إيبولا ليس أزمة صحية فقط في غرب أفريقيا»، محذرة من أن «جيلاً من الشبان يواجه خطر الضياع بسبب كارثة اقتصادية». وأضافت: «ولّى وقت الحديث والتنظير، العمل الجدي فقط هو الذي سينقذ بلادي وجيراننا من مأساة وطنية أخرى». وشددت «أوكسفام» على «ضرورة وجود عسكري متزايد وتأمين مزيد من الأطباء والوسائل المالية، لتجنّب أخطر كارثة إنسانية في هذا الجيل»، مؤكدة أنها لا تطالب بتدخل عسكري إلا «في النادر جداً». ورأى رئيس المنظمة مارك غولدرينغ أن «حجم الاحتياجات اللازمة وطابعها الملح، يُعتبران سابقة»، مؤكداً أن «وحده رداً دولياً منسقاً سيتيح وقف انتشار الفيروس». وأعلنت وكالة الصحة العامة في كندا أن الحكومة الكندية ستشحن اليوم إلى منظمة الصحة العالمية في جنيف، 800 وحدة من لقاح تجريبي مضاد ل«إيبولا». وللمرة الأولى طُبقت تدابير مراقبة على الركاب الآتين من العاصمة الغينية كوناكري في رحلة لشركة الطيران الفرنسية «إر فرانس»، عند وصولهم إلى مطار شارل ديغول، باستخدام ميزان حرارة يعمل بالليزر. ويسود الغرب هلع شديد من انتشار الفيروس، على رغم دعوات إلى الهدوء وتعزيز دول تدابير المراقبة. ودفعت حالة الفزع مجلس إدارة مدرسة ابتدائية في ماين في الولاياتالمتحدة، إلى منح معلمة عطلة إجبارية لثلاثة أسابيع، بعد مشاركتها في مؤتمر تعليمي في دالاس التي تبعد اكثر من 3 آلاف كيلومتر، وذلك بعدما أبدى أولياء أمور الطلاب قلقهم. كما حُرم ميشال دو سيل، وهو مصوّر صحافي في صحيفة «واشنطن بوست» حاز جائزة «بوليتزر» 3 مرات، من حضور مؤتمر في جامعة سيراكوزا بنيويورك، بسبب عودته إلى الولاياتالمتحدة منذ اكثر من 21 يوماً، اثر توجّهه في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى ليبيريا لتغطية أزمة «إيبولا». وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يستعد لمطالبة الكونغرس بتمويل إضافي لمكافحة الفيروس. وعلى رغم دعوة الأخير الأميركيين إلى «عدم الاستسلام للذعر»، تحدث نيكولا فيو، خبير الأمراض النفسية في منظمة «أطباء بلا حدود»، عن «خلل أو شكل من الانفصال بين الواقع والخوف من العدوى». وتابع: «شهدنا مثل هذه الحالة مطلع ثمانينات القرن العشرين، في بداية انتشار الإيدز». ويروي يوهانيس ديتيريش، مراسل صحيفة «تاغيس انتسايغر» التي تصدر في زيوريخ ومركزه جنوب أفريقيا، «الجحيم» الذي يعيشه «كما في زمن الكوليرا». إذ منذ عودته من ليبيريا حيث أجرى تحقيقات، عزله المحيطون به وأُجبِر لطمأنة زوجته على البقاء في غرفة معزولة وعدم لمس أي قريب للأسابيع الثلاثة التي قد تكون فترة حضانة للحمى. وفي كل مكان في الغرب، تثير أي عوارض تشمل تقيؤاً أو آلاماً في البطن وحتى زكاماً بسيطاً، حال رعب. إلى ذلك، عرض الزعيم الكوبي فيدل كاسترو على الولاياتالمتحدة تعاوناً في مكافحة «إيبولا»، إذ كتب في مقال عنوانه «وقت الواجب»: «يسرّنا أن نتعاون مع الطاقم الأميركي في هذه المهمة. ندرك جميعاً انه بإنجاز هذه المهمة بأعلى مستوى من الأعداد والفاعلية، سنحمي شعوبنا والشعوب الشقيقة في الكاريبي وأميركا اللاتينية وسنتجنّب وباءً دخل إلى الولاياتالمتحدة ويمكن أن يمتد» خارجها.