أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لم يغادر باريس، في رد على أنباء نقلتها صحيفتان جزائريتان مُنعتا من الصدور وجاء فيها أنه نُقل إلى الجزائر سراً فجر الأربعاء الماضي. لكن وزارة الخارجية الفرنسية لم توضح ما إذا إن كان بوتفليقة موجود في مستشفى «فال دوغراس» أم غادره نحو إقامة أخرى. وتحوّلت قضية الملف الصحي للرئيس بوتفليقة إلى القضية الرقم واحد في الجزائر، في الوقت الذي تصر الحكومة -وبشكل غريب- على عدم توضيح أي شيء بخصوص المكان الذي يتواجد فيه بوتفليقة. ورفعت الحكومة الفرنسية، أمس، بعض الحرج عن نظيرتها الجزائرية بإعلانها أن بوتفليقة لم يغادر باريس، ونُقل هذا التصريح من فضائيتين فرنسيتين عن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، من دون أي توضيحات أخرى. وأفادت القناة الفرنسية «بي أف أم تي في» أن مصدراً في ال «كي دورسيه» (الخارجية) أكد وجود بوتفليقة على الأراضي الفرنسية، من دون أن يذكر مكانه وحاله الصحية بالضبط. ولكن كلام هذا المصدر جاء معاكساً لما سبق تأكيده من طرف صحيفتين جزائريتين مُنعتا من النشر. وقال رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري، إن «الإشاعات كبرت بشكل لم يعد قابلاً للاستمرار، وفاق الأمر حادثة مرض الرئيس الأسبق هواري بومدين»، وذلك في معرض تعليقه على كيفية تعاطي الحكومة مع مرض بوتفليقة. أما موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية، فقد انتقد الكيفية التي تتعامل بها الحكومة مع مرض الرئيس، واعتبر التعتيم على وضعه الصحي «احتقاراً للشعب». وحمّل تواتي الحكومة مسؤولية التجاوزات التي قد تقع فيها الصحافة في تعاطيها مع الملف الصحي لرئيس الجمهورية، في ظل استمرار سياسة التكتم الاعلامي. وتحدث رئيس حزب «الفجر الجديد» الطاهر بن بعيبش عن ضرورة «المصارحة»، قائلاً: «تكلمت في أكثر من مرة عن واجب الشفافية في التعاطي مع ملف الرئيس الصحي، وقلت هذا ليس عيباً، لأن الرئيس بشر ويمرض كغيره». وتساءل: «لماذا لا يزال الجزائريون يجهلون أين يوجد رئيسهم، وقد مر على مرضه ما يقارب الشهر، وكأنه مختطف؟». وأضاف بن بعيبش معلقاً على الانتقادات التي تتهم المطالبين بالشفافية ب «الاستثمار» في مرض الرئيس، قائلاً: «المستفيدون من الوضع القائم هم الذين يتاجرون بمرض الرئيس، وليس غيرهم».