يدخل غياب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة(76 سنة) عن الجزائر أسبوعه الثالث منذ تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري الفرنسي فال دوغراس في 27 أبريل الماضي بعد إصابته بجلطة دماغية خفيفة قال بشأنها بيانان صادران عن الرئاسة نشرتهما وكالة الأنباء الجزائرية أنها "عابرة" و "لا تستدعي القلق ". ولم يفلح آخر بيان صدر عن قصر المرادية في 7 مايو الجاري في تهدئة الاستفهامات الكثيرة التي تطرحها الأوساط الإعلامية والحزبية بشأن تاريخ عودة الرئيس الجزائري إلى الوطن، ومكان وجوده حاليا، أبالمستشفى أم خارجه ومرد الضبابية التي تتعاطى بها الرئاسة مع الملف الصحي للرئيس الجزائري، وما الذي يحول دون عودته إلى الوطن طالما تلتقي تصريحات أقرب رجالاته في أن الأخير تعافى. ويجد الجزائريون أنفسهم رهائن لأخبار تتداولها صحف محلية وأجنبية على رأسها صحف فرنسية، مصادرها مجهولة، تتحدث عن صحة الرئيس بوتفليقة، تتباين فيما بينها إلى حد التناقض، حيث في الوقت الذي يواصل مسئولون جزائريون سامون التصريح بأن بوتفليقة في صحة جيدة وأنه تعافى وسيعود إلى الوطن قريبا مثلما أكد مستشاره كمال رزاق بارة على أمواج الإذاعة الوطنية قبل يومين أو وزيره الأول عبدالمالك سلال الذي ذهب إلى حد التأكيد أن بوتفليقة تعافى كلية ويتابع من فرنسا الملفات والقضايا الوطنية ، تفيد صحف ومجلات فرنسية واسعة الانتشار على رأسها "لوبوان" في طبعتها ليوم 17 مايو أن الرئيس بوتفليقة في وضع صحي سيىء، وقالت المجلة استنادا إلى موظف فرنسي سام لم تكشف عن هويته أن بوتفليقة وصل باريس في حالة سيئة للغاية وأن "وضعه يتدهور ويسير من السيئ إلى الأسوأ". وتنتقد الأحزاب في الجزائر غياب الشفافية حول مرض الرئيس وتستنكر استحواذ مجموعة ضيقة من الاشخاص على المعلومات المتعلقة بصحة بوتفليقة، ويطالب بعضها بضرورة أن يظهر الرئيس على شاشة التلفزيون صورة وصوتا بالشكل الذي يضع حدا للتضارب الحاصل في المعلومات ذات الصلة بوضعه الصحي الحقيقي، فيما يطالب البعض الآخر بوجوب الكشف عن الملف الطبي للرئيس باعتباره حقا دستوريا للجزائريين. وراحت أحزاب ابعد من ذلك عندما طالبت بضرورة الذهاب نحو إعلان عجز الرئيس عن الحكم وفق ما تقتضيه المادة 88 من الدستور التي تفيد ب " أنه في حال استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوباً، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع". وكان آخر بيان صدر في 7 مايو الجاري عن الرئاسة نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أكد أن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة "تحسن بشكل ملحوظ" وأن الأخير نصحه الأطباء المعالجون ب " فترة عادية من الراحة "، لكن البيان لم يحدّد المدة التي ستستغرقها فترة الراحة ولا تاريخ عودة الرئيس إلى الوطن.