ذكرت تقارير فرنسية أن صحة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي يعالج في مستشفى فال دوغراس بباريس من جلطة في المخ أصيب بها الشهر الماضي «تتدهور وتسير من سيء إلى أسوأ»، ما يناقض تأكيدات مسؤولين جزائريين أن الرئيس سيعود الاثنين المقبل في صحة جيدة. وما زالت أخبار صحة الرئيس الجزائري الذي يغيب منذ 21 يوماً في رحلة علاجه الحدث بين الموالاة والمعارضة. وفي غياب أي معطى رسمي يكشف حقيقة الوضع الصحي لبوتفليقة أو إجابة صريحة عن مكان تواجده، بدأت التسريبات عن «عجز» أصاب الوظائف الصحية لبوتفليقة تنتشر في الجزائر. ونقلت مجلة «لوبوان» الفرنسية على موقعها الإلكتروني أمس عن مسؤول فرنسي رفيع أن صحة بوتفليقة (76 سنة) «تتدهور وتسير من سيء إلى أسوأ»، بعد ساعات من انتشار إشاعات قوية في الجزائر تتحدث عن «عجز تام» ألم بالرئيس. ولم تصدر الحكومة بياناً توضيحياً ينفي ذلك، واكتفت بالرد على ألسنة بعض المسؤولين بالقول إن الرئيس سيعود إلى الجزائر الاثنين المقبل. وأشارت «لوبوان» إلى أن صحة بوتفليقة «لا تشهد تحسناً». ونقلت عن مسؤول فرنسي أن الرئيس الجزائري «وصل باريس في حال سيئة للغاية»، لافتة إلى أن «بعض الوظائف الحيوية لبوتفليقة تضرر في شكل بالغ». وانتقد رئيس حزب «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامي عبدالله جاب الله «عدم صراحة السلطة مع الشعب في شأن مرض الرئيس». ودعا الحكومة إلى «تكليف وزير الخارجية طلب الملف الصحي من المستشفى وإحالته بعد الاطلاع عليه على المجلس الدستوري الذي يجتمع وجوباً لدراسته، وإذا وجد أن الحالة الصحية لا تسمح بمزاولة الرئيس مسؤولياته يفعل إجراءات المادة 88». وترى قوى معارضة أن تعاطي الحكومة مع هذا الملف «ينبئ بأخبار سيئة» وتطلب نقل صور حية لرئيس الدولة عبر التلفزيون الرسمي مثلما كان الحال في عام 2005 في فترة النقاهة التي قضاها في باريس آنذاك. وتؤكد أن الحكومة ملزمة بجلب التقرير الطبي للبت في إمكان تطبيق المادة الرقم 88 من الدستور التي تحدد حالات إقرار العجز الصحي وكيفية انتقال السلطة. ورفض حزب الغالبية «جبهة التحرير الوطني» إصرار المعارضة على تطبيق المادة الرقم 88. وقال المكلف أمانة الإعلام في الحزب قاسة عيسي ل «الحياة» إن «الجبهة ترفض أن تحتكم للجدل والتضارب في شأن صحة الرئيس، ونقول للمطالبين بتفعيل المادة 88، لماذا كل هذا الإصرار في غياب معطى العجز وأيضاً في وقت تعمل مؤسسات الجمهورية في شكل عادي؟ نحن نعتقد في تحليلنا أن هذه الأصوات تقوم بعملية سياسية مغرضة وليست في محلها». وانتقد الأمين العام ل «حركة النهضة» الإسلامية فاتح ربيعي أمس «غياب الشفافية في التعامل مع ملف مرض الرئيس واكتفاء المسؤولين بالقول إن الرئيس يتعافى وهو في صحة جيدة في ظل غياب الصورة الحقيقية التي حلت محلها الإشاعات، واقتحام غير المؤهلين للحديث عن الرئيس»، في إشارة إلى تصريحات لمستشار في رئاسة الجمهورية مكلف بحقوق الإنسان قال فيها إن «بوتفليقة سيعود قريباً إلى البلاد». الواضح أن التطمين بلغة البيانات لم يعد له تأثير في الشارع الجزائري، وستكون الحكومة هذه المرة مجبرة على تفنيد هذه المعطيات الجديدة إن كان الوضع الصحي لرئيس الدولة لا يبعث على القلق، لكنها إن فعلت سيكون عليها الانتقال إلى إظهار الرئيس صورة وصوتاً إذا أرادت حسم الجدل وتهدئة المخاوف.