وافق مجلس النواب العراقي أمس على تعيين وزيري الداخلية والدفاع، بعد تأجيل لأكثر من شهر، وفي خضم المعارك بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن النائب سميرة الموسوي، من «التحالف الوطني» الشيعي، قولها إن البرلمان «وافق اليوم (أمس) على إسناد حقيبة الداخلية إلى محمد سالم الغبان، وهو من «بدر»، وخالد العبيدي وزيراً للدفاع، وهو من تحالف القوى الوطنية السنية». وحصل الغبان على 197 صوتاً، بينما نال العبيدي 173 صوتاً من أصل 233 نائباً حضروا الجلسة. ويبلغ عدد نواب المجلس 328 عضواً. وتضع هذه الخطوة حداً للتباينات التي حالت للأكثر من شهر دون تعيين وزيري الدفاع والداخلية، وهما المنصبان اللذان كانا يداران بالوكالة طوال الأعوام الأربعة الماضية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وكان مجلس النواب وافق على غالبية الوزراء الذين اختارهم رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي خلف المالكي في آب (أغسطس) الماضي، خلال جلسة منح حكومته الثقة. وطلب في حينه إمهاله اسبوعاً لتسمية وزيرين لشغل الحقيبتين. إلا أن البرلمان رفض في 16 أيلول (سبتمر) المرشحين اللذين طرحهما العبادي، ما أدى الى ترك ابرز حقيبتين أمنيتين شاغرتين في خضم المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». الى ذلك، وافق البرلمان على مرشحي كتلة «التحالف الكردستاني لشغل الحقائب الوزارية الخاصة بالأكراد. ومنح الثقة لروز نوري شاويس نائباً لرئيس الوزراء، وهوشيار زيباري وزيراً للمال، وفرياد راوندوزي وزيراً للثقافة، ودرباز محمد وزيراً للهجرة، وبيان نوري وزيرة دولة لشؤون المرأة. من هما؟ خالد العبيدي نائب من مواليد الموصل. أكمل دراسته الإعدادية عام 1978، درس بعدها هندسة الطائرات في أكاديمية الهندسة الجوية في يوغوسلافيا، وحصل على شهادة البكالوريوس 1982 ثم أكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد وحصل على شهادة الماجستير في هندسة علوم الفضاء، اختصاص ديناميكية الهواء، بعد عودته الى العراق عمل في القوات الجوية في هندسة هياكل الطائرات والمحركات التوربينية حتى سقوط النظام السابق عام 2003. يجيد العبيدي الإنكليزية والصربية و الروسية. وعمل في مجال التدريس وحصل على شهادات دكتوراه في مجال العلوم السياسية وماجستير في العلوم العسكرية. أما وزير الداخلية محمد الغبان، فهو من مواليد بغداد 1961 حاصل على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية وبكالوريوس في الأدب الإنكليزي. انضم إلى الحركة الإسلامية منذ عام 1977 واعتقل عام 1979، وفور خروجه من السجن غادر إلى العراق ثم إلى إيران، ثم إلى بريطانيا. وشارك في «العمل الجهادي ضد النظام البعثي» منذ عام 1981 وفي «الانتفاضة الشعبانية» عام 1991.