نجح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس في تجاوز عقدة وزارتي الداخلية والدفاع، بعد موافقة البرلمان على إسناد الأولى إلى محمد سالم الغبان، والثانية إلى خالد العبيدي. وأدى الوزراء الأكراد اليمين الدستورية بعد استبدال عدد من مناصبهم (للمزيد). وعشية زيارة العبادي طهران غداً، أعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم نيته زيارة السعودية قريباً. وبعد ممانعات وخلافات داخل الكتل السياسية العراقية، وفي ما بينها، وفشل جلسة تصويت سابقة، وافق البرلمان أمس على تعيين العبيدي، وهو ضابط في الجيش السابق نائب عن «اتحاد القوى السنّية»، وزيراً للدفاع، كما وافق على تعيين الغبان وزيراً للداخلية. واختيار الوزيرين يعني الشروع في تأسيس قوات «الحرس الوطني» في كل محافظة عراقية، لتتولى التصدي لتنظيم «داعش» الى جانب الجيش. ويفترض أن تكون أولى مهمات الوزيرين إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية اللتين تعرضتا لكثير من الانتقادات خلال السنوات الأخيرة. والغبان (53 سنة) نائب عن كتلة «بدر» التي يتزعمها هادي العامري وتشارك الآن الى جانب القوات العراقية، في المعارك ضد «الدولة الإسلامية» (داعش). وكان العامري احد أبرز الأسماء المطروحة لتولي حقيبة الداخلية. وانضم الغبان منذ العام 1977 الى معارضي نظام الرئيس السابق صدام حسين، واعتقل عام 1979، ثم هاجر إلى إيران عام 1981. وهو يحمل شهادة بكالوريوس في الآداب من جامعة طهران، وشهادة ماجستير من لندن. اما العبيدي (55 سنة) فهو نائب، وكان ضابطاً متخصصاً في هندسة هياكل الطائرات والمحركات في القوات الجوية العراقية إبان حكم صدام، ثم عمل أستاذاً جامعياً بعد سقوط النظام السابق. وهو يحمل شهادتَي ماجستير في الهندسة والعلوم العسكرية، وشهادة دكتوراه في العلوم السياسية. ويتحدّر وزير الدفاع الجديد من الموصل، أول مدينة سيطر عليها «داعش» في هجوم كاسح شنه في حزيران (يونيو) الماضي، وتمكن خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، واقترب من حدود إقليم كردستان العراق. وللمرة الأولى بات في العراق وزيران أصيلان للدفاع والداخلية منذ أكثر من خمس سنوات، إذ استمرت حكومة نوري المالكي السابقة من دون وزراء أمنيين حتى نهاية عهده. أمنياً، تكثّف السفارة الأميركية في بغداد جهودها لتشكيل وحدات عسكرية تتولى محاربة «داعش»، خصوصاً في الموصل والأنبار. وعلمت «الحياة» أن مسؤولين أميركيين نظموا خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة لقاءات مع زعماء عشائر ومسؤولين في المدينتين لتسريع خطوات إنشاء قوات محلية لمحاربة «داعش». وأفاد بعض المصادر بأن معسكرات التدريب ستكون في مناطق محاذية للموصل، وفي قاعدة الحبانية في الأنبار. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي ل «الحياة» إن «الاشتباكات متواصلة في أطراف مدينة الرمادي». وأوضح أن «منطقة 5 كيلو التي تعتبر مركز انطلاق «داعش» إلى الرمادي أصبحت محاصرة».