وافق مجلس النواب العراقي السبت على تعيين وزيرين للداخلية والدفاع، ليضع بذلك حدا لشغور استمر اسابيع في المنصبين الامنيين الحساسين، في خضم المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الاسلامية المسيطر على مساحات واسعة من البلاد. فيما قال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي امس السبت إن البرلمان العراقي هو صاحب قرار استقدام قوات برية أجنبية لمقاتلة تنظيم ما يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلاميا باسم «داعش»، وأن هذا ليس قرار رئيس الحكومة. وأضاف العبادي في خطاب أمام البرلمان العراقي «البرلمان هو من يقرر استقدام قوات برية أجنبية وليست الحكومة». ومع موافقة البرلمان على تعيين وزيري الداخلية والدفاع، و6 وزراء آخرين بينهم الوزراء الاكراد، يكتمل عقد حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو احد المطالب الاساسية للمجتمع الدولي الدافع باتجاه حكومة جامعة تمثل مختلف الاطياف والمكونات السياسية والدينية العراقية. وهي المرة الاولى يعين فيها وزيران اصيلان في هاتين الحقيبتين الحساستين منذ الولاية الثانية لرئيس الحكومة السابق نوري المالكي في العام 2010، والذي واجه انتقادات من خصومه لا سيما فيما يتعلق بالتدهور الامني الكبير في البلاد وسيطرة المسلحين المتطرفين على مساحات واسعة منها، اضافة الى اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم. وفي جلسة عقدت بعد ظهر السبت، وافق البرلمان على تعيين محمد سالم الغبان المنتمي الى كتلة بدر الشيعية وزيرا للداخلية، وخالد العبيدي مرشح تحالف القوى الوطنية السنية، وزيرا للدفاع، بحسب ما افادت النائبة عن التحالف الوطني سميرة الموسوي وكالة فرانس برس. والغبان (53 عاما) نائب في البرلمان عن كتلة بدر التي يتزعمها هادي العامري، الوزير السابق وقائد «منظمة بدر» التي تشارك حاليا الى جانب القوات العراقية في المعارك ضد «الدولة الاسلامية». وكان العامري احد أبرز الاسماء المطروحة لتولي حقيبة الداخلية. وانضم الغبان منذ العام 1977 الى المعارضة العراقية ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين، واعتقل في العام 1979، قبل ان يهاجر الى ايران في العام 1981. وهو يحمل شهادة بكالوريوس في الآداب من جامعة طهران، وشهادة ماجستير من لندن. اما العبيدي (55 عاما)، وهو ايضا نائب، فكان ضابطا متخصصا في هندسة هياكل الطائرات والمحركات في القوات الجوية العراقية إبان حكم صدام حسين، قبل ان يعمل كأستاذ جامعي بعد سقوط النظام السابق إثر الغزو الاميركي للعراق في العام 2003. ويحمل العبيدي شهادتي ماجستير في الهندسة والعلوم العسكرية، وشهادة دكتوراة في العلوم السياسية. ويتحدر وزير الدفاع الجديد من الموصل، كبرى مدن شمال العراق واول مدينة سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في الهجوم الكاسح الذي شنه في يونيو الماضي، وتمكن خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، واقترب من حدود اقليم كردستان العراق. ونالت حكومة العبادي الذي خلف المالكي في 11 اغسطس، ثقة النواب في جلسة عقدها البرلمان في الثامن من سبتمبر. الا ان الحقيبتين الامنيتين بقيتا شاغرتين، وطلب العبادي في حينه امهاله اسبوعا لتسمية وزيرين لشغلهما.