كثفت قوات النظام السوري، أمس السبت، قصفها الجوي لأحياء في دمشق وريفها. في حين تمكنت المعارضة من بلوغ أطراف ريف دمشق، وفي كوباني استقدم تنظيم داعش تعزيزات جديدة الى المدينة وشن السبت هجوماً جديداً رغم غارات الائتلاف الدولي. وقالت شبكة "سوريا مباشر": إن قوات النظام استهدفت بصواريخ أرض-أرض حي جوبر شرقي دمشق، وأطراف المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا في الغوطة الشرقية بريف العاصمة. أما لجان التنسيق فذكرت أن الطيران السوري شن ثلاث غارات على مدينة عربين بريف دمشق. وكانت مدينة دوما في ريف دمشق قد شهدت الجمعة، مجزرة بغارات جوية أدت إلى مقتل 18 شخصاً بينهم خمسة أطفال، وجرح عشرات المدنيين. وقد تمكنت قوات المعارضة السورية عبر المعارك الدائرة في محافظتي القنيطرة ودرعا من الوصول إلى أطراف ريف دمشق الغربي المحاصر منذ أربع سنوات، وفتح طريق جزئي باتجاه بلدات في الريف الغربي لدمشق. أما في حلب، فقد سقط قتلى وجرحى -بينهم أطفال- جراء إلقاء الطائرات المروحية براميل متفجرة على أحياء كرم حومد وكرم الخصيم وباب الحديد والصاخور وحي قاضي عسكر. وذكرت سوريا مباشر أن قوات النظام سيطرت على معملي الإسمنت والزجاج وقرية الجبيلة غربي سجن حلب المركزي. وفي ريف حماة غربي البلاد، شن الطيران عدة غارات على مدينة مورك وبلدة كفر زيتا بريف. كما تحدث ناشطون سوريون عن إسقاط براميل متفجرة على بلدة المياذن بريف درعا، وبلدة خان السبل، ومحيط مدينة خان شيخون بريف إدلب. كوباني وفي الشمال استقدم تنظيم داعش تعزيزات جديدة الى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية، وشن السبت هجوما جديدا رغم غارات الائتلاف الدولي. ويحشد الجهاديون قسما كبيرا من جهودهم لمهاجمة المدينة التي سيتيح الاستيلاء عليها السيطرة على شريط طويل من الاراضي على الحدود بين سورياوتركيا. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أكد أن "التنظيم استقدم تعزيزات عسكرية بالمقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة" إلى كوباني. وأطلق الجهاديون عدة قذائف هاون على المركز الحدودي مع تركيا، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس على الحدود التركية. وأشار المرصد الى ان 28 قذيفة هاون استهدفت الجمعة، منطقة المركز الحدودي في شمال كوباني. وأكد المسؤول الكردي المحلي ادريس نعسان الموجود حاليا في تركيا أن التنظيم "استهدف المركز الحدودي والمباني المحيطة". وأضاف، أن التنظيم "شن ليلا هجوما عنيفا من شرق كوباني للوصول الى المعبر الحدودي، الا ان وحدات حماية الشعب ردت بقوة وصدته". وأشار نعسان أيضاً، إلى خمس غارات جوية شنها الائتلاف الدولي الليل قبل الماضي في شرق وغرب وجنوب كوباني لدعم المقاتلين الأكراد. وأورد المرصد أن 35 جهادياً قتلوا في معارك وغارات الجمعة، بينما قتل ثلاثة مقاتلين أكراد في المواجهات. وتشهد كوباني منذ شهر هجوماً واسعاً يشنه الجهاديون الذين اقتحموا المدينة في السادس من اكتوبر إلا أنهم لا يسيطرون سوى على نصفها، بحسب المرصد. ويشن التنظيم معارك على جبهات أخرى، خصوصا في دير الزور (شرق) وقرب حلب ضد قوات النظام، وأيضا ضد الأكراد في الحسكة (شمال شرق)، حيث يشن الائتلاف غارات جوية. وليل الجمعة السبت، أدت الغارات إلى مقتل سبعة مدنيين في دير الزور وثلاثة في جنوب محافظة الحسكة. ومنذ أواخر سبتمبر، شن الائتلاف الدولي أكثر من مائة غارة في منطقة كوباني وحدها. وصرح الجنرال لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الاميركية المكلفة الإشراف على الغارات الجوية في العراقوسوريا: "أعتقد أن ما قمنا به هناك في الأيام الأخيرة مشجع. لقد رأينا الأكراد يقاتلون ويستعيدون السيطرة على أراض وأعتقد أننا تمكنا من مساعدتهم من خلال شن غارات جوية محددة الأهداف في الأيام الأخيرة". إلا أنه أقر أن المدينة التي لا يزال مئات المدنيين عالقين فيها لا تزال معرضة للسقوط في أيدي الجهاديين. تعاون وفي سياق متصل، أكد مسؤول في حزب كردي سوري لفرانس برس، السبت، أن صالح مسلم زعيم الأكراد الذين يقاتلون دفاعاً عن كوباني التقى في باريس في 12 الشهر الحالي الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا دانيال روبنشتاين. وكانت وزارة الخارجية الأميركية كشفت الخميس، أن مسؤولين أميركيين التقوا للمرة الأولى أكراداً سوريين من حزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا. وقال خالد عيسى، ممثل الاتحاد الديموقراطي في باريس: إن "اللقاءات التشاورية بيننا وبين الولاياتالمتحدة ضرورية خاصة في هذه المرحلة". وأضاف، أن الولاياتالمتحدة "تقود تحالفاً دولياً لمكافحة الإرهاب في سورياوالعراق، ونحن مع الحلفاء في الإدارة الذاتية (...) في الخندق الأمامي بمواجهة الإرهاب، ومقاومة شعبنا في كوبانى خير دليل على ذلك". وأكد أن "اللقاء الأخير في باريس كان يسوده جو من الصراحة المتبادلة، وكان إيجابياً" مشيراً إلى "تبادل وجهات النظر حول أهم المواضيع التي تتعلق بالشأن السوري والكردي". وأكد عيسى: "التباحث حول خطر الإرهاب على شعوب الشرق الأوسط وسبل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا الخطر". وقد أكدت واشنطن أن الاجتماع مع الحزب الكردي لا سابق له رغم أنه ليس منضوياً في ائتلاف المعارضة السورية.