رأى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أن «الأجواء الداخلية والخارجية ليست مشجعة». وقال في عشاء ل «التيار الوطني الحر» في أميون (شمال لبنان) مساء أول من أمس، أن «التناقضات كبيرة والأمور ستحسم في المنطقة لمصلحة لبنان وجيرانه، ولن تسقط سورية ولا لبنان. لكن حتى نؤمن المرور من مرحلة إلى أخرى نحتاج لصفاء ذهني وقرارات صائبة، وما يمر على لبنان وبخاصة في الشمال وعلى حدود الكورة، وعلى أبعد في اتجاه الشمال لم يكن ليحدث لو أن القرارات السليمة اتخذت في الوقت المناسب». وأضاف: «الحكومة اعتمدت سياسة النأي بالنفس لكن كان موقفاً نظرياً قبل أن يكون عملياً، حتى الشعب ينأى بنفسه والإعلام ينأى بنفسه ومرافئ التهريب وحماتها ينأون بنفسهم والتسلح ينأى بنفسه، هذه الأمور جعلتنا نناشد رئيس الحكومة المستقيل أنه لا يجوز أن ننأى بنفسنا عن عكار وطرابلس وعرسال، كلها أراض لبنانية، وإن صح النأي بالنفس عن الأحداث في سورية لا يجوز أن ننأى بأنفسنا عن أهلنا، ولا يجوز لأبنائنا المسلحين أن يأسروا 400 ألف مواطن في طرابلس وجوارها، لكن حدث الذي حدث». وتابع: «طلبنا من الحكومة والمسؤولين المباشرين فيها، أن ينتبهوا إلى الدخول الكثيف للأراضي اللبنانية لأن الموضوع قد يشكل خطراً على الأمن، ليس لأن الآتين إلينا ليسوا أوادم إنما لأنهم آتون تحت وطأة الحاجة، ومطلوب تأمين العيش الكريم لهم، ومن يؤمن لهم حاجاتهم؟ والعمل على ضبط وجودهم؟ أصبح عددهم عندنا 25 في المئة من سكان لبنان. فأي بلد يستطيع تحمل هذه النسبة. لذلك ارتفعت نسبة الجريمة». وقال عون: «اليوم الأمور تتحسن في الخارج إنما في الداخل يحاولون تأليف حكومة، لكن خارج الأطر السليمة، نسمع بحكومة أمر واقع تفرض، وهي للمرة الأولى نسمع بها في لبنان، كأن الرئيس عندما يكلف يعطى الصلاحيات المطلقة ليفعل ما يريد. لا، هذه ديكتاتورية انتهت منذ زمن، وأحذر القائمين على تأليف الحكومة، من أن هذا العمل يعتبر انقلاباً على الدستور والقوانين المرعية الإجراء في تشكيل الحكومات. الثقة بعد التأليف وليس عند التكليف. ومن يعتقد أن الزمن يعود إلى الوراء خاطئ، ولن يستطيع أحد استعادة شيء فقده». وأضاف: «إذا تسنت اليوم فرصة صغيرة لمجموعة أفسدت البلد وسرقت المال العام أن تعود وتأخذ براءة ذمة من خلال حكومة تشكلت في ظروف غير عادية، فهناك مشكلة كبيرة، وهذا تحذير أرسله من الكورة». وقال: «إذا كان قانون اللقاء الأرثوذكسي يقسم اللبنانيين مذاهب عند الاقتراع غير ملائم فلنجمع اللبنانيين بلائحة انتخابية واحدة من جميع الطوائف وليكن التمثيل نسبياً، إلا أنهم أيضاً رفضوه». وتوجه إلى الرئيس المكلف تمام سلام بالقول: «كلامك لم يكن يدل على أنك ستتصرف بهذا الاتجاه، هل هناك خدعة؟ هل أنت مكلف؟ من يهمس بأذنك من الخارج للقيام بهذا العمل؟ إياك والابتعاد عن الحكمة؟ نسمع أنه الاثنين أو الثلثاء سيعلن عن تأليف حكومة من 14. انتبه من خطر الانزلاق. نتأمل أن تكون هذه السهرة مناسبة لإرسال هذه التحذيرات المتتالية لينتبه دولة الرئيس المكلف من عدم ارتكاب الخطأ». وقال: «هناك قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي حضرنا له كل ظروف النجاح، إنما في لبنان كل شيء مرتقب، هناك فئة من الناس تكذب».