أكدت مصادر المعارضة السورية ل «الحياة» امس ان السفير الاميركي روبرت فورد اتصل بعدد من قادة «الائتلاف الوطني السوري» والمعارضة السورية لاقناعهم بضرورة المشاركة في الحوار مع النظام السوري وفق ما جرى التفاهم عليه بين موسكووواشنطن في الايام الاخيرة. وقال فورد ان الموقف الاميركي لم يتغير ازاء ضرورة ألا يشارك الرئيس السوري بشار الاسد والحلقة الضيقة حوله، في الحكومة الانتقالية الجديدة. واشارت المصادر الى «ان فورد حرص على اعطاء ضمانات لمن تحدث اليه من المعارضين خلال وجوده في اسطنبول، مركزاً على أمرين: الاول ما قاله وزير الخارجية جون كيري من ان الرئيس الاسد لن يكون له دور في الحكومة الانتقالية، والثاني انه اذا لم تشاركوا فإنكم ستضرون أميركا نفسها». واوضحت ان السفير الاميركي حاول اقناع ممثلي «اعلان دمشق» في «الائتلاف» بضرورة المشاركة في المفاوضات بهدف زيادة الضغوط على «الاخوان المسلمين» الذين يشكلون الكتلة الاساسية في التكتل المعارض. ونقلت عن احد المعارضين الذين تحدثوا اليه قوله: «ان النصر صبر ساعة وان المعارضة تريد الانتصار في المعركة». وأكد ضرورة دعم المعارضة وتسليحها ل «تغيير ميزان القوى على الارض وتحسين الموقف التفاوضي للمعارضة». وإزاء التساؤلات التي ظهرت في اوساط المعارضة السورية، وزع فورد شريط فيديو تضمن تصريحات له، قال فيها ان الموقف الاميركي «لم يتغير» في ضوء نتائج التفاهم مع الروس: «قلنا قبل سنتين ان الاسد فقد الشرعية، وعليه ان يتنحى جانباً كي تتقدم المرحلة الانتقالية الى الامام». واضاف: «يجب ان يتنحى (الاسد)، وعلى السوريين ان يشكلوا حكومة انتقالية جديدة من دون مشاركته ولا مشاركة الحلقة الضيقة حوله والمسؤولين عن المجازر والجرائم. لكن التفاوض السياسي هو الطريقة الاسرع لإيجاد الحل الذي نتمناه»، لافتاً الى ان الاميركيين سيستمرون في تقديم المساعدات الملموسة على الارض والمساعدات السياسية للمعارضة السورية. وكان اشار الى ان بلاده قدمت مئة مليون دولار كمساعدات انسانية للاجئين، اضافة الى تقديم «مساعدات ملموسة» الى «الجيش الحر»، لتصل قيمة مجموع ما قدمته واشنطن الى المعارضة نحو 510 ملايين دولار. الى ذلك، بدأت اتصالات ديبلوماسية وسياسية مع الجانبين الاميركي والروسي للإعداد للمؤتمر الدولي المقرر عقده في جنيف بداية الشهر المقبل. وتردد ان نائبي وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز والروسي ميخائيل بوغدانوف بدآ التواصل للإعداد للمؤتمر. وفي هذا المجال، لاحظت المصادر تصريح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو خلال لقائه وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل يبينه باسول بأن «أي حوار من أجل حلّ الأزمة السورية قائم باستمرار من أجل المعارضة السورية، ويجب ألا يشمل من تلطّخت أيدهم بالدماء في تلك الجرائم التي تعدّ جرائم ضد الإنسانية». وزاد انه ابلغ نظيره الاميركي هذا الموقف خلال اتصال هاتفي اجرياه بعد محادثات كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مؤيداً «تشكيل حكومة انتقالية تمثّل إرادة الشعب السوري، لا وجود فيها لمن تلطّخت أيديهم بالدماء في سورية». الى ذلك، نقلت مواقع الكترونية سورية عن عضو «الائتلاف» احمد رمضان قوله انه تقرر تأجيل انتخاب رئيس جديد لهذا التكتل خلفاً للرئيس المستقيل معاذ الخطيب. وكانت مصادر معارضة قالت ل «الحياة» ان الخيار كان بين تثبيت الرئيس الموقت جورج صبرا أو انتخاب رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب جلال خانجي، خلال الاجتماع الذي كان مقرراً خلال اليومين المقبلين.