أكدت مصادر المعارضة السورية ل «الحياة» أمس ان اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف الوطني السوري» في اسطنبول في اليومين المقبلين «سيسحب الثقة» من رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو وسينتخب بديلاً من الرئيس المستقيل معاذ الخطيب بين خياري تثبيت الرئيس الموقت جورج صبرا أو انتخاب رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب جلال خانجي، في وقت اكدت مصادر أخرى ان الخطيب وعدداً من اعضاء «الائتلاف» سيشاركون في الاجتماع المقبل للمعارضة السورية في مدريد. ويبدأ غداً مؤتمر «القطب الديموقراطي» في القاهرة بتنظيم من ميشال كيلو وفائز سارة، على ان يعقد «الائتلاف» اجتماعاً في اسطنبول يومي الاحد والاثنين، فيما يعقد مؤتمر أوسع للمعارضة في مدريد يومي 20 و21 الشهر الجاري. ويتوقع ان يهيمن الاتفاق الروسي - الاميركي على المناقشات. واوضحت المصادر ل «الحياة» ان «المجلس الوطني السوري» عقد في اليومين الماضيين اجتماعاً للتمهيد لاجتماع «الائتلاف»، كما قام وفد من المكتب التنفيذي ل «الائتلاف» بزيارة دول عربية للبحث في الوضع السياسي الراهن والاجتماع المقبل. واشارت الى ان «المجلس» بحث في خليفة لهيتو، حيث «تتجه الامور الى سحب الثقة منه، وبدا ان اكثر المرشحين حظاً لخلافته احمد طعمة»، وهو طبيب اسنان من دير الزور في شمال شرقي البلاد. وذكرت ان «الائتلاف» سيبحث ايضاً في انتخاب خليفة للخطيب الذي قرر ترك رئاسة «الائتلاف» وعضويته، ذلك ان احد المرشحين هو خانجي حيث يدفع مؤيدوه باسمه باعتباره «رجلاً منظماً ادارياً وذا خلفية دينية مقبولة من الشارع». وزادت: «في حال تقرر بقاء صبرا رئيساً للمجلس الوطني، فإن حظوظ خانجي ستزيد». وتعتبر دول غربية صبرا «متشدداً» في مواقفه خصوصاً ما يتعلق بالتفاوض مع النظام. وعلمت «الحياة» ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصل بصبرا خلال التحضير للتفاهم مع الجانب الروسي ليؤكد له «ضرورة العمل على الحل السياسي للضعط على الجانب الروسي»، غير ان صبرا ابلغه مواقف صلبة. وسربت مصادر مقربة من صبرا انه ابلغ كيري مطالب «الائتلاف» التي كانت تقدم بها رسمياً الى اجتماع «اصدقاء سورية» الاخير في اسطنبول، بما في ذلك «توسيع دائرة الضربات الأميركية بغطاء إقليمي لمقرات القيادة والسيطرة للنظام في دمشق ومحيطها، ما يعني وجود قائمة أهداف طويلة سيتم التعرض لها تباعاً، وتسريع الترتيبات الخاصة بإقامة منطقتي حظر طيران في شمال وجنوب سورية لإقامة مناطق آمنة للمواطنين وعمل الأجهزة الحكومية البديلة للنظام»، اضافة الى «دعم خطط لإقامة جيش وطني بديل من قوات النظام وجهاز امن داخلي». ومن الامور الاخرى، التي سيبجثها اجتماع «الائتلاف» طلب هيئة اركان «الجيش الحر» تعيين 50 في المئة من اعضاء التكتل المعارض، ذلك ان رئيس الاركان اللواء سليم ادريس رفض ارسال مرشحيه الى وزراتي الدفاع والداخلية في الحكومة الموقتة، ما لم تتم تلبية مطالبه. وقالت مصادر متطابقة ل «الحياة» ان ادريس يتصرف ب «موجب دعم غربي» لموقفه باعتبار ان «الرهان الكبير بات عليه في الحرب ضد المتطرفين». ويسبق اجتماع «الائتلاف» مؤتمر آخر اشتغل عليه ميشال كيلو فترة طويلة. وفيما قال معارضون انه يرمي الى الخروج بمجموعة من العلمانيين للدخول الى «الائتلاف» وتوسيعه للتخفيف من تحكم «الاخوان المسلمين» عبر ضم 25 شخصية بينها عشر سيدات، اكد مقربون من «القطب» انه يرمي الى تشكيل تكتل علماني وديموقراطي يلتئم بمؤتمر وطني موسع في الاشهر المقبلة. غير ان الاجتماع اللافت سيكون في مدريد. وبحسب وثائق وزعت على المدعوين، سيجري بتنظيم من «مؤتمر التنمية الديموقراطي» بدعم من الخارجية الاسبانية. وجاء في وثيقة اطلعت «الحياة» على نصها ان المؤتمر «يرمي الى تقديم ورقة عمل مشتركة تخرج البلاد من حال الدمار التي تشارك فيها قوات النظام وقوى اقليمية تهدد سورية دولة وشعباً وتحقيق مطالب القوى الثورية والسياسية والوطنية في التوصل الى حل سياسي قائم على التمسك بمبادئ الثورة وكون الدم السوري واحداً، وبالتالي فإن وقف نزيف الدم أولوية لكل السوريين مع ضرورة جمع سواد الشعب». وكان لافتاً ان الورقة تضمنت ان هدف «العمل السياسي الوطني، اسقاط النظام وانشاء دولة القانون والمؤسسات» واعتبار ان «أي حل سياسي مع النظام هدفه رحيل النظام» واعتبار مؤسسات الدولة ملكاً للشعب وضرورة حمايتها ب «التعاون مع من فيها من المخلصين» مع الحديث عن العدالة الانتقالية. واكدت المصادر ان وفد «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» الذي ضم منسقها العام حسن عبد العظيم ومسؤولها في المهجر هيثم مناع وكلاً من رياض درار ورجاء الناصر لم يؤكد المشاركة في المؤتمر، في حين تأكدت مشاركة الرئيس المستقيل ل «الائتلاف» معاذ الخطيب وكيلو واعضاء «الائتلاف» لؤي صافي وهشام مروة وعبدالكريم بكار وممثلي «الائتلاف» في الدوحة نزار الحراكي وفي ليبيا انس مالك، وعدد من رجال الدين بينهم عبدالقادر كتاني وأحمد الصابوني. وأشارت المصادر الى ان الدعوة وجهت ايضاً الى العقيد رياض الاسعد وقائد أركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس واللواء محمد فارس، والى عدد من «ممثلي الاقليات» بينهم الأمير شلبي الاطرش ونبراس الفاضل وبعض الشخصيات العامة بينها رياض نعسان آغا والفنان جمال سليمان.