قالت مصادر فرنسية مطلعة عن قرب على موقفي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس في شأن اعلانهما استعداد فرنسا تسليح المعارضة السورية مع بريطانيا اذا لم يتوافق الاتحاد الاوروبي على ذلك «ان موقف فرنسا ازاء المعارضة السورية ومساعدتها متقدم منذ البداية على دول اخرى في طليعتها الولاياتالمتحدة التي تريد دفع الانتقال السياسي في سورية دون التحرك الفعلي». وأضافت: «ان قرار تسليح الثوار تم اتخاذه بعدما قررت الجامعة العربية منح الائتلاف السوري المعارض مقعد سورية وبعد لقاء هولاند بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الذي اتسم بخلاف عميق على سورية» كما جاء بعد لقاء الرئيس الفرنسي مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وكانت فرنسا أعطت المعارضة منذ نحو 9 شهور بعض المعدات العسكرية غير القاتلة من اجهزة اتصالات وغيرها. ولكنها رأت مع بريطانيا تسريع عملية الانتقال السياسي ووقف سفك الدماء في سورية والضغط على الأسد ليخرج من الساحة. وقالت المصادر ان هولاند وفابيوس اعلنا التزامهما تعزيز قدرة «الائتلاف» في جميع القطاعات بما فيه القطاع العسكري والتسليح نظراً لما يحدث على الارض ولصعوبة اقناع روسيا بالضغط على الاسد للاشتراك في صيغة التحول السياسي وخروجه من الساحة. وقالت المصادر ان تسليح المعارضة يساعد في تقديم حماية افضل للمدنيين ويعطي الائتلاف صدقية على الارض عندما يقدم الحماية والمساعدة الحقيقية للسكان. وتابعت المصادر ان ما يجري من جدل وخلاف في الرأي داخل الائتلاف المعارض ليس شأن فرنسا التي تهتم بتعزيز موقع الائتلاف ورئيسه ومعاذ الخطيب، وفرنسا لا تريد التدخل في الصراعات الداخلية التي تجري حول الحكومة الموقتة مثلاً اذ ان معاذ الخطيب ليس مرتاحاً ازاءها لانه يرى فيها مناورة من «الاخوان المسلمين». ويتمثل موقف فرنسا من الحكومة الموقتة بالحياد وهي تحترم قرار الائتلاف وبرنامجه وخطة عمله. وتريد باريس ان يكون الائتلاف مؤسسة تنفيذية مرتكزة على الارض في سورية لتتمكن من تقديم ما في وسعها للسوريين. وتحدثت المصادر عن ان المعارضة تحتاج اسلحة مضادة لطائرات النظام التي تقصف الشعب والاسلحة التي تمنع المدرعات من قصف المدن السورية. ونبهت الى ان فرنسا تريد صيغة حل سياسية وقرار تسليح المعارضة يأتي للضغط على الاسد كي يرحل ويفاوض على رحيله. وشددت على ان باريس لا تريد شن الحرب في دمشق وتعتبر «ان معركة دمشق خطيرة جداً». وعن موقف وزير الخارجية الاميركي جون كيري القائل بضرورة التفاوض بين المعارضة وجماعة الاسد قالت المصادر «انها فكرة نص عليها بيان جنيف على ان يعطي الأسد اسماء اشخاص يستطيعون البت والتفاوض في شأن مهمة محددة تتمثل بالانتقال السياسي ما يُشكل العائق الاساسي لأن اياً من هؤلاء الذين سيعينهم الاسد لا يستطيع الحصول منه على وعد برحيله. وهذا الموضوع تحديداً كان محور مناقشات هولاند وبوتين وحاول الرئيس الفرنسي الحصول من الرئيس الروسي على وعد بالضغط على الاسد ليرسل اشخاص للتفاوض على المرحلة الانتقالية على ان يرحل. وكان بوتين منفتحاً على الفكرة لكن وزير خارجيته سيرغي لافروف قال لاحقاً «ان روسيا لا تتدخل بذلك». وترى المصادر ان طالما القيادة الروسية لا تضغط على الاسد طالما الحوار مع روسيا سيبقى صعباً. وترى المصادر ان روسيا تدعي الحيادية والواقع عكس ذلك فهي تزود الاسد بأسلحة. كما ان النظام الايراني يزود الاسد بالسلاح كما ان الباسدران ومقاتلي «حزب الله» في دمشق. وتحدثت المصادر عن تراجع النظام على الارض عكس ما يدعيه الروس وانه كلما ضعف الاسد على الارض كلما اشتد العنف وما تتوقعه المصادر بناء على هذه المعلومات ان القتال سيزداد عنفاً وسيرحل في النهاية لكن السؤال متى وكيف؟. والفكرة الفرنسية والبريطانية بتسليح «الائتلاف» تستهدف تغيير ميزان القوى للضغط على الاسد كي يذهب قبل الكارثة الكاملة في سورية. وفرنسا مقتنعة بأن التغيير السياسي لن يحدث من دون تغيير ميزان القوى لأن البديل سيكون أخطر بكثير.