يرى مدير مكتب «سكاي نيوز عربية» في القاهرة سمير عمر أن المشهد الإعلامي في مصر يشبه نظيره السياسي ويقول إن هناك عناوين تحكمه مثل الارتباك والاحتقان والتوتر والتخوين، إضافة إلى ضعف المهنية وغياب الكفاءة. ويردّ على الاتهامات الموجهة الى بعض الإعلاميين بالانحياز والتحريض، ويقول: «تحضرني مقولة الشاعر الإيطالي دانتي عن أن أشد الأماكن حرارة في جهنم حُجز للذين يقفون على الحياد وقت الأزمات». ويضيف: «هذه الاتهامات شماعة يعلّق عليها الفاشلون فشلهم، وإذا تكلمنا بالمنطق فلماذا لا يُلحق هؤلاء الاتهامات بالتجاوزات الخاصة بالإعلام المحسوب على التيار الإسلامي؟ إن الإعلامي الذي ينحاز الى قيم الحرية والتعبير ومناهضة العنصرية والطائفية ليس منحازاً سياسياً. وعندما ينحاز الصحافي المستقل فيدافع عن حق زملائه في الحصول على المعلومات ومتابعة الأحداث ويتعارض ذلك مع مصالح سياسية أو تيارات بعينها، فهو لا يحاربهم، لكنه يعادي من يعتدون على القيم الإنسانية والإعلامية». ويدعو عمر كل من يلقون باتهاماتهم على الإعلام الخاص، الى أن يخلقوا بديلاً ناجحاً ومؤثراً وأن يبحثوا عن إنجاز حقيقي. ويدين حصار مدينة الإنتاج الإعلامي معتبراً ما حدث من اعتداءات على الإعلاميين وضرب للصحافيين جريمة لا بد من أن يعاقب عليها القانون. ويؤكد أن الجسم الإعلامي ونقابة الصحافيين اتجها بعد انتخاب النقيب الجديد ضياء رشوان إلى تأكيد حرية الإعلامي وسلامته وحقه في نقل المعلومة، داعياً الإعلاميين بكل انتماءاتهم إلى الالتفاف حول هذه الحقوق. ويشير الى أن أداء جهاز الإعلام الحكومي يعتمد على التوجيه في بث الحوارات والتقارير بحسب شهادة زملاء له بالداخل، على عكس ما أكده وزير الإعلام صلاح عبد المقصود في حلقات سابقة معه بتحويل الجهاز الحكومي من إعلام دولة إلى إعلام شعب. وهل يتخوف على حرية الإعلام في ظل حكم الإسلاميين؟ يقول: «لا وزير ولا رئيس، يستطيع وقف ماكينة التقدم في الإعلام وتقويض حريته ونحن مصرون على ذلك». ولا ينكر عمر التجاوزات في أداء بعض الإعلاميين، لكنه يرى أن الأسلوب الأفضل للتعامل معها هو التصحيح من داخل الجماعة الصحافية والإعلامية بدلاً من أسلوب المحاكمة والاستدعاء. ويتحدث عن تجربته مع سكاي نيوز قائلاً: «فخور بتجربتي هذه، لسرعة التناول والنجاح الذي تحقق في سنة تقريباً، فمنذ انطلاق القناة في أيار (مايو) الماضي، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة لدى المشاهد». ويوضح عمر أن برنامج «حوار القاهرة» الذي يقدمه هشام سليم أسبوعياً يختلف عن برنامجه «حوار الليلة من القاهرة» الذي كان يقدمه قبل فترة، لافتاً إلى أنه ربما يقدم ثانية، بحسب التطورات السياسية في مصر. وهل للإدارة محاذير وتوجيهات تراعيها عند تناول الخبر؟ يرد: «لو فعلوها لتركتهم، وقد وقعت عقدي معهم على الالتزام بالمهنية والحياد والقيم الإعلامية المأخوذ بها عالمياً». وعن الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من قناة «الجزيرة» القطرية، يقول أن القرار أتى في الوقت المناسب، ويضيف: «الجزيرة صاحبة فضل مهني عليّ بعد ظهوري على شاشتها لعشر سنوات، وهو أمر مهم بالنسبة إلي، لكنني رأيت أنني قدّمت أفضل ما عندي في «الجزيرة»، ولم يعد هناك ما يمكن تقديمه فيها». ويحيي عمر باسم يوسف ويثني على تجربته في الإعلام الساخر كونه «أزاح سقف الحرية إلى أعلى ببراعة يستحق عليها التحية بغض النظر عن أدائه بدلاً من الإجراءات التي اتخذت ضده». ويرى عمر أن الدور الواقع على عاتق الإعلام والقائمين عليه، هو تضافر جهودهم لاستقرار مؤسسات الدولة، والالتزام بالعمل الإعلامي الموضوعي وقيم الإعلام العليا من خلال المهنية، لضمان وصول الحق للمجتمع، خصوصاً أن الإعلام حجز لمصر قوة ناعمة بين أشقائها في العالم العربي.