عبر شاشة «سكاي نيوز» العربية يطل الممثل المصري هشام سليم أسبوعياً ليدير حوارات يغلب عليها الطابع السياسي، خلافاً لهجمة الممثلين أخيراً على تقديم برامج الحوارات الفنية أو المسابقات. اختار سليم أن يطل ببرنامج مختلف، جاد، وربما حاد في بعض الأحيان. ولأنه رأى أن السينما والتلفزيون تغيرا بعدما سيطر الاحتكار على سوق الإنتاج، قرر الاتجاه إلى التقديم التلفزيوني، الذي يراه مناسباً في هذه الفترة من خلال برنامج «حوار القاهرة». «الحياة» التقت سليم، الذي تحدث عن تجربته الجديدة، وقال: «شاركت من قبل في التقديم مع الإعلامية المصرية شافكي المنيري، وكذلك مع الفنان عزت أبو عوف على شاشة «أوربت»، لكنها المرة الأولى التي أقدم فيها برنامجاً خاصاً بي بعدما تلقيت عرضاً من قناة «سكاي نيوز» وقررت خوض التجربة لنشر الوعي والمعرفة بالحقوق والواجبات في هذ الوقت العصيب الذي تمر به مصر. وخضعت لبرنامج تدريبي حتى أتمكن من استيعاب الضيوف وعرض وجهات نظرهم وإدارة الحوار بحرفية وبمرور الوقت سأكتسب الخبرة». سليم شدد على اهمية ان يلتزم الاعلامي «الحياد ولا يتأثر بالاستقطاب السياسي»، وأضاف: «لست سياسياً أو زعيماً، ولا أريد منصباً، فأنا أعرض كل الآراء بحيادية وأبذل قصارى جهدي حتى يكون لدى المواطن البسيط دراية بما يحدث الآن في مجتمعه وحتى يتسنى له أن يتخد قرارته بالطريقة الصحيحة. ولا أرى أن تغليب فئة سياسية على أخرى مفيد، وعلى الإعلام الخاص أن يتسم بالصدق والحياد، وعلى مقدمي البرامج الحرص على عدم المقاطعة ومعارضة الإجابات المنطقية لمجرد الاختلاف». وأشار إلى أن «سكاي نيوز» تحرص على الحياد واتباع القواعد المهنية السليمة من دون صخب أو افتعال». وعبّر عن رفضه الحملة الموجهة إلى الإعلام والفن، وقال إن الإبداع غائب عن مصر في الوقت الراهن: «إيران نالت جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم ونحن دورنا يتراجع، والإبداع لا يأتي في ظل هذا التراجع الكبير في الإنتاج وفي ظل الظروف الحالية لمصر بكاملها، وليس الفن فقط. أما بالنسبة إلى الإعلام، فعليه أن يبتعد عن المصالح الخاصة والعمل لحساب أجندات معينة، والرقابة يجب أن تنحصر في محاسبة المخطئ، ومن الضروري تفعيل قانون لمجازاة من يتعدى على حقوق الآخر، ويجب إعطاء كل ذي حق حقه». وروى سليم أن والده لاعب الكرة الشهير الراحل صالح سليم، تعرض قبل 10 سنوات للسب في إحدى الصحف من دون أن يأخذ حقه حتى الآن «والقانون الذي يحكم بيننا تم تأجيله لأجل غير محدد». ولم يعترض سليم على القنوات الدينية، لكنه عاب عليها الفتاوى التي تصدرها وخوضها في السياسة بدلاً من العمل على فهم الدين الإسلامي جيداً بتعاليمه وسماحته. وقال: «ما يحدث الآن من دعاة الدين لا يمت للدين بصلة، وأن التكفير والسب والقذف لا يواجه إلا بالقانون ومعاقبة المتجاوز»، مشيراً إلى أنه رحب بأن يكون ضيفاً على قناة «الحافظ» الدينية ليعرض وجهة نظره. وأضاف: «الإسلام يعتمد على تقبل الآخر واحترامه وعدم إيذاء المختلفين في الرأي أو المعارضين». وأشار سليم إلى أنه لم يهدف إلى تحقيق المكسب السياسي من خلال برنامجه على قناة «سكاي نيوز»، وقال: «آراء الفنان السياسية ومواقفه ووجهة نظرة تخصه وحده وليس لها علاقة بمسيرته، فالفنان في النهاية مواطن وله آراؤه ولكن يجب أن يراعي أن ما يصرح به سيحاسب عليه». واعتبر أن عدم تقديم أعمال مواكبة لثورة 25 يناير مثلما حدث مع ثورة تموز (يوليو) 1952، يعود إلى أن الثورة لم تُستكمَل بعد، ولم تنته حتى نفكر في أعمال تعبر عنها وتسرد مراحلها: «نحن الآن في أولى مراحل الثورة، وهي مازالت في الميادين»، لافتاً إلى أنه تعرض للنقد عندما صرح بعد إعلان تنحي مبارك بأن مصر تحتاج إلى سنوات للإصلاح والبناء وحتى نرى الثورة حققت كل أهدافها من الحرية والعدالة والمساواة، فالدول لا تنمو وتتقدم إلا بالتعليم والقضاء على الأمية والوقوع في الجهل سبب ما نحن فيه الآن». وأكد سليم أهمية دور الفن بعد الثورة، مشدداً على ضرورة تطهيره: «الفن قائم الآن على شركة واحدة، تمارس الإنتاج والتوزيع ومتحكمة في السينما، والاحتكار غير مقبول، ولذلك يجب وضع قانون ينظم تلك المسألة مع مراعاة حقوق الممثل والمخرج وجميع العاملين في تلك الصناعة مع وجود رقابة لمنع أي تجاوزات، كي لا يصبح الفن قائماً على المجاملات». ورأى أن صناعة السينما في مصر تتدهور ولم تعد كما كانت في الماضي. وتحدث عن حرية الإعلام والفن في الدستور الذي ضغط الإسلاميون لتمريره ويواجه معارضة واسعة في مصر، معتبراً أن الدستور أقرّ بالقوة ولا يمثل الشعب المصري بكل طوائفه، والفنانون جزء من هذا الشعب. وأضاف: «لا يوجد في الدستور أي حرية، سواء للفنانين أو غيرهم، فأين العدل والمساواة واحترام القانون في الدستور؟ ولذلك، فإن دور الفنانين والشعب المصري الآن هو في المسيرات والتظاهرات السلمية، للضغط الشعبي على النظام».