أتهم رئيس تحرير صحيفة «النهار» المصرية أسامه شرشر قناة العربية بدعم أتجاه واحد في التغطية، وقال: «أعتقد أن قناة العربية كانت تتعمد المبالغة بدرجة اقل من قناة الجزيرة ، لكنها للأسف تستمع فقط للمعارضة، وهذا حدث معي شخصياً لدرجة أنني عندما اتصلت بمكتب القناة في القاهرة، ردت علي من قسم التحرير محررة عرفت نفسها بانها أسماء بجاتو، وكان هناك خبر عاجل جداً، انفردت به صحيفة «النهار» يفيد القبض على إسرائيلي أمام القصر الفرنساوي بصحبته فتاة لبنانية، وكانت معهما خريطة لمواقع هامة في مصر، وتم تسليمهما إلى القوات المسلحة، وسعياً لنقل الصورة إلى مشاهدي العربية، تم الاتصال بالقناة، فسألتني المحررة قبل معرفة تفاصيل الخبر أنت مع من؟ أخبرتها أنا مع مصر، أنا وطني، وعيب أن تقولي هذا الكلام، وأغلقت الهاتف في وجهها». «الحياة» اتصلت على أحد مراسلي «العربية» الميدانيين في القاهرة أحمد عثمان، لسؤاله عن آلية تغطيتهم، وإن كانت هناك اتهامات حادة توجه لهم على أرض الواقع بالانحياز مع طرف ضد آخر، قال عثمان ل«الحياة»: «إنه طالما أن الطرفين غاضبان، وكل طرف يتهمنا بالانحياز، فهذا معناه أننا مهنياً نغطي بآلية صحيحة، نحن لا نستطيع أن نرضي كل الأطراف، فكل طرف غاضب منا، وحدث لي شخصياً أنني كنت أغطي تحركات المتظاهرين في ميدان التحرير، وقالوا لي ان العربية منحازة، وحينما ذهب زميل آخر لتغطية مظاهرات التأييد للرئيس مبارك أمام مسجد مصطفى محمود، قالوا له الكلام نفسه، وهذا الاختلاف يعطيك شعوراً بأنك تعمل جيداً، نحن نعمل في نقل الصورة، وليس لنا رأي فيها». فيما أشار مصدر في قناة العربية (رفض الكشف عن اسمه) إلى أن «القناة تراعي دائماً الأصول المهنية في تغطياتها، وأنها انحازت منذ اللحظة الأولى للخبر، ولم تكن طرفاً، وأنه إذا كان هناك من يرى أننا مع الحكومة، فهناك آخرون يرون أننا مع المعارضة، وفي العمل الإعلامي والإخباري لا يمكن إرضاء جميع الأطراف» وأكد المصدر «أنه ليس من اختصاصه الحديث بشأن تأكيد واقعة محررة مكتب القاهرة أو نفيها «لكن ما نعرفه تماماً، أن التعامل مع مصادر الأخبار أو الضيوف والمحللين السياسيين، يتم باحترام كامل لهم، ولا يمكن أن يتم التعامل معهم خارج إطار الأخلاقيات المهنية أو الاجتماعية». مديرة مكتب قناة LBC اللبنانية في الإمارات الزميلة هدى بيضون كانت لها قراءة أكثر جرأة للمشهد الإعلامي الدولي تجاه أحداث مصر، وقالت صراحة ل«الحياة»: «رأيي مثل رأي أي إنسان حر وشريف، أي إنسان حر بمعنى أنه لا يخضع لأي جهة تملي عليه ما يقوله، نحن كلبنانيين عانينا الحرب والظلم، ونعرف جيداً متى تطمح الشعوب للأفضل، أنا مع الشعب المصري 100%، في كل مطالباته، ومتابعاتي تصب في هذا الجانب، الشعب المصري انتظر كثيراً، والوقت منح الطرفين أكثر من فرصة، فقد أعطى للأول أن يصلح، وللثاني أن يتخذ قراره، أما القنوات التي أحرص على متابعتها فهي تلك التي لا اتفق معها، وخلال الأيام العشرة الماضية، كان الريموت ينقلني إلى قنوات عدة كل 5 دقائق، أنا قلبي مع كل المصريين». وحول ترتيب أولويات القنوات في قائمتها قالت: «الجزيرة ثم سي إن إن وبي بي سي، بعدها تأتي العربية وربما الحرة». أما مراسلة «سي إن إن» الزميلة سامية عايش فقالت ل«الحياة»: «المشهد الإعلامي بمصر غير متوازن، هناك إعلام محلي وآخر خارجي، حتى الإعلام الخارجي - مثل الجزيرة - غير قادر على تغطية الحدث في توازن وحياد، ويضع المشاهد بشكل عام في صورة مغلوطة، الإعلام المحلي مثل العصا بيد السلطة، بينما الخارجي مثل النافذة لكنها مشروخة، حتى هذه النافذة المشروخة غير قادرة على نقل الأحداث بصورة معينة، ومن خلال متابعاتي أجد أن قناة الجزيرة، تأخذ الجانب المعارض حتى في الضيوف وشهود العيان، وتعليقاتهم، بينما يجب أن تكون كوسيلة إعلامية، لا تمارس عملها بهذا الشكل، فالشارع المصري به معارضون، لكن أيضاً به مؤيدون، وعليهم كوسيلة أن يأخذوا في الاعتبار التنوع الحاصل في الشارع المصري، ونحن في شبكة CNN مثلاً اتخذنا كثيراً من الآراء التي يعبر عنها الشارع المصري، لا نركز فقط على تصريحات مسؤولين أو محللين، بل نقلنا آراء أناس من الشارع، وآراء مدونين وشباب، وطالبات في الجامعة، وسيدات، وأيضاً أشخاص معارضين أو مؤيدين، وهذا يرجع لسياستنا الحيادية». ورداً على سؤال ل«الحياة» حول ما إذا كانت CNN تتبع أجندة معينة في متابعتها للتيارات السياسية المختلفة في الشارع المصري الآن، قالت عايش: «نحن لا نملك أي أجندات، بل لدينا قاعدة في العمل، وهي أن المراسل حتى وإن امتلك أجندة ما، فإنه يتجاهلها تماماً، نضعها في المكتب ونغلق عليها، لأن وسيلة الإعلام ليست في يد أحد، وفي النهاية من يقودنا هو الخبر، وهو المصدر الأساسي لاستراتيجيتنا، وطريقة تعاملنا مع الصورة والصوت والكلمة، لا يهمنا مع من نتحدث، قدر اهتمامنا بمعرفة الخبر، وهل يستحق المتابعة أم لا». عايش أكدت أنها لا تستطيع مجاراة من يروّج لفشل الإعلام المصري في تغطية الحدث، التعميم خاطئ، وأوضحت: «على العكس مما يقال فإن المدون المصري وهو ليس صحافياً متخصصاً، نجح في أن يكون في أحيان كثيرة أفضل من إعلاميين دوليين»، مشيرة إلى أن CNN تفضل التأخر في بث الخبر على أن تنقل خبراً مغلوطاً، قائلة: «حتى لو بدا الخبر الذي تبثه قناة الجزيرة أو قناة العربية لم نحصل عليه، فإننا نفضل التريث قليلاً، وتوظيف خبرتنا للحصول على الخبر، خصوصاً أننا نعيش في عصر أسهل من السابق، بكثير، والتكنولوجيا، سهلت حياتنا كثيراً، وأحيل قارئ «الحياة» هنا إلى الخطأ الذي ارتكبته قناة الجزيرة في الأسبوع الأول من تغطيتها، حين بثت بشكل متكرر خبراً يفيد بأن عائلة مبارك سافرت إلى لندن، لكن تبين في النهاية أن هذا الخبر غير صحيح، ونحن نفينا الخبر على شاشتنا، بعد التأكد من مصادرنا، في النهاية قناة الجزيرة أو العربية هي قنوات زميلة، لكن عليهما التأكد والدقة قبل نشر أي شيء».