ظلّت الجزائر خلال الساعات الماضية مشغولة بصحة رئيسها عبدالعزيز بوتفليقة الذي غادر البلاد قبل أيام للعلاج في مستشفى فال دوغراس العسكري في ضواحي باريس. وأفادت رئاسة الجمهورية أن صحته «شهدت تحسناً ملحوظاً وسيقضي فترة عادية من الراحة كما نصح به أطباؤه». وفُهم موقف الرئاسة الذي صدر مساء أول من أمس بأنه رد على تساؤلات كثيرة تدور حول مصير بوتفليقة والعلاج الذي يخضع له. وذكر البيان الرئاسي «أن الفحوصات الأولى التي أجريت له في المستشفى العسكري محمد الصغير نقاش بعين النعجة (الجزائر العاصمة) يوم السبت 27 نيسان (أبريل) 2013 قد أظهرت أن حالته الصحية لا تبعث على القلق». وخلص بيان رئاسة الجمهورية إلى أن «أطباءه قد أوصوه بإجراء فحوصات طبية مكملة في المستشفى الباريسي فال دو غراس وبناء على نتائجها يشرع رئيس الجمهورية في فترة الراحة المطلوبة». ووفق معطيات فرنسية فإن الرئيس بوتفليقة لم يغادر باريس بعد، والراجح أنه سيبقى هناك بضعة أيام للراحة، على رغم توقعات بعودة وشيكة له إلى العاصمة الجزائرية. وكلّف بوتفليقة من باريس رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح تمثيله في الاجتماع ال 23 للمنتدى الاقتصادي العالمي حول افريقيا الذي بدأت أشغاله أمس في كيب تاون بجنوب أفريقيا ويستمر حتى الغد. وتثير قيادات حزبية معارضة سجالاً واسعاً حول الغموض الذي يسود الوضع الصحي لبوتفليقة بسبب تخلف الحكومة عن تقديم أي بيانات منذ عشرة أيام. وطالب علي فوزي رباعين، رئيس حزب «عهد 54»، السلطات العليا في البلاد بإطلاع الجزائريين على التقارير الطبية الخاصة ببوتفليقة، وتقديم شهادات طبية تثبت عدم صحة ما تسميه الحكومة «إشاعات». ولا يوجد بين أنصار بوتفليقة من يملك معطيات موثوقة حول مكان تواجده ونتائج فترة النقاهة التي تقول الحكومة إنه يقضيها. كما يُجهل كم سيستمر غيابه عن الساحة الوطنية في وقت حساس تستعد فيه البلاد لتعديل الدستور، وتشهد فيه حركات احتجاجية متنامية في الجنوب. وخلّف هذا الغياب إشاعات كثيرة تتحدث عن عدم قدرة الرئيس على مواصلة مهماته. ورفض عدد من المسؤولين الجزائريين الإجابة عن الأسئلة أو إصدار أي تصريحات رسمية حول صحة بوتفليقة، وقال رشيد بوغربال الذي فحص الرئيس الجزائري قبل نقله للعلاج في باريس لوكالة «فرنس برس»: «لا أستطيع الرد على أسئلتكم، لم أعد مكلفاً بالحديث عن صحة الرئيس». لكن أنصار الرئيس بوتفليقة متفائلون بعودته القريبة للبلاد، وأعرب رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس عن أمله في أن يستعيد بوتفليقة عافيته الصحية في أقرب وقت، وأكد دعمه ولاية رابعة لبوتفليقة بوصفه «رجل إجماع وطني». كما أعلن رئيس تجمع أمل الجزائر الوزير عمر غول عن دعم حزبه لترشح بوتفليقة لولاية رابعة، قائلاً «إن حزبنا يدعم ترشح الرئيس بوتفليقة فى حال تقدمه لولاية رابعة». وأضاف: «لقد تماثل الرئيس للشفاء وسيعود قريباً».