خلّف الإعلان عن تعرض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لنوبة صحية ليست خطيرة، حال ترقب حذر في أوساط السياسيين وحتى المعارضين، بما أن مستقبل بوتفليقة على رأس الدولة يبقى مجهولاً حتى وإن رشّح كثيرون أن يدفع العارض الصحي الرئيس إلى عدم الترشح مجدداً، في حين لاحظ مراقبون «تواري» المدافعين عن ترشح الرئيس لولاية رابعة. وعلّق الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، في بيان، على مرض الرئيس، داعياً السلطات الرسمية إلى الشفافية التامة في تعاملها مع الحالة الصحية لبوتفليقة الموجود منذ السبت الماضي في مستشفى فرنسي للعلاج إثر وعكة صحية. وقال الحزب المحسوب على تيار «الإخوان المسلمين» في الجزائر، إن «طمأنة الرأي العام على الحالة الصحية للرئيس تقتضي الشفافية التامة والمتابعة اللحظية على أعلى مستوى وبكثير من الاحترافية لإنهاء حال الترقب المفضي إلى المزايدات والإشاعات». وبات متوقعاً أن يعود بوتفليقة إلى الجزائر في الساعات المقبلة. ورفض طبيبه المعالج رشيد بوغربال، مدير المركز الوطني للطب الرياضي، في اتصال به أمس تحديد تاريخ لعودته، مجدداً فقط أن «الرئيس في صحة جيدة مثلما قلنا سابقاً». وذكر مصدر من باريس أن أفراد عائلة الرئيس بوتفليقة يتوافدون على مستشفى فال دوغراس الباريسي، وقال المصدر ل «الحياة» بخصوص أشقاء الرئيس: «شوهد السعيد بوتفليقة برفقة بقية أشقائه يدخلون المستشفى». وأبقت الحكومة على أجندة الزيارات الرسمية في موعدها بناء على طلب من بوتفليقة، حتى تعطي انطباعاً أن غيابه بسبب العارض الصحي لن يؤثر في الحياة العادية. واستقبل الوزير الأول عبدالمالك سلال أمس، نظيره التونسي علي العريض، فيما تواصلت زيارة وفد برلماني بريطاني للبلاد. وتقرر أن يعوّض عبدالمالك سلال غياب رئيس الجمهورية في مراسم تسليم كأس الجزائر لكرة القدم للفائز غداً الأربعاء. وتتداول دوائر متنفذة في شكل أوسع موضوع اللجوء إلى انتخابات رئاسية مبكرة. ويبدو أن هذا السيناريو كان محضراً حتى قبل مرض بوتفليقة المفاجئ، ويعتقد أيضاً أن مؤسسة الجيش التي تمثل عصب السلطة، تملك مرشحاً لطرح اسمه في الوقت المناسب حتى يحصل الإجماع حوله، وهو تقليد رئاسي تنتقده المعارضة وتعتبره سطواً على الإرادة الشعبية. وقال بهاء الدين طليبة، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني والشخصية التي تقود أكبر حملة لدعوة بوتفليقة إلى الترشح لولاية جديدة، إنه «لا يمكن أياً كان أن يمنعنا من ذلك (دعوته إلى الترشح)... نحن نناشده لذلك، أما القرار النهائي فهو للسيد الرئيس... من يعيب علينا ذلك هو من يخاف من ترشحه لأن ترشح الرئيس يؤدي إلى التفاف الأمة والشعب حوله». أما ضابط الجيش السابق المحلل السياسي أحمد عظيمي، فيرى أن «بوتفليقة يمكن أن يعلن انتخابات رئاسية مسبقة كما فعل سلفه اليمين زروال في 1998». وأبدى عظيمي اقتناعه بأن سن الرئيس (76 سنة) ومرضه لن يسمحا له بالترشح لولاية رابعة في 2014. وينتظر أن يتم تنظيم انتخابات رئاسية نيسان (ابريل) 2014، وقبل ذلك ينتظر تعديل الدستور الذي تطالب المعارضة بأن يتضمن تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين كما كان قبل أن يغيّره بوتفليقة في 2008، ليعاد انتخابه لولاية ثالثة في 2009.