قتل ثلاثة طيارين يمنيين برتبة العقيد برصاص مسلحين اثنين يعتقد أنهما من عناصر تنظيم» القاعدة» في محافظة لحج في وقت أعلن فيه أعضاء النيابة اليمنية الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب تعليق أعمالهم حتى تستجيب السلطات لمطالبهم بتوفير الحماية اللازمة لهم إثر تهديدات تلقوها بالتصفية من قبل عناصر»القاعدة». وقال مصدر مسؤول في قيادة القوات الجوية اليمنية، ل»الحياة» إن مسلحين اثنين من عناصر «القاعدة» نصبا كميناً لثلاثة ضباط يعملون في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، وأمطرا سيارة كانت تقلهم بالرصاص، ما أدى إلى استشهادهم على الفور». وأوضح المصدر «أن الكمين نصب عند أحد المطبات على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة الحوطة في قاعدة العند حيث استغل المسلحان تخفيف سرعة سيارة الضباط جراء المطب، وأطلقا النار، قبل أن يلوذا بالفرار على متن دراجة نارية». وأضاف «أن الطيارين الثلاثة يحملون رتبة العقيد، وكانوا متوجهين قبل اغتيالهم إلى قاعدة العند حيث يعملون مدربين للطلاب على قيادة طائرات «التدريب الأولي» مؤكداً أنه «ليس لهم أي صلة بالتدريب على الطائرات القتالية». وأكد موقع وزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت الحادثة، وقال إن الطيارين الثلاثة من أكفأ الكوادر وهم: العقيد ناصر محمد عبدالله فارع من محافظة عدن، والعقيد طلال أحمد شهاب من أبناء محافظة لحج والعقيد محسن أبو بكرمحمد البغدادي من أبناء محافظة شبوة». وينشط تنظيم «القاعدة» في مناطق من جنوب ووسط وشرق اليمن، وتمكن الجيش اليمني منتصف العام 2012 من طرده من مدن كان استولى عليها التنظيم في أبين وشبوة كما يعتقد بمسؤولية عناصره عن تنفيذ العشرات من عمليات الاغتيال خلال العامين الأخيرين، التي طالت الضباط والجنود اليمنيين في الجيش والأمن. في غضون ذلك، نفذ أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المنعقد في صنعاء، وقفة احتجاجية، أمس، بعد حادثة مقتل الطيارين، وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن المشاركين في الوقفة الاحتجاجية» استنكروا هذه الجريمة البشعة وحالة الانفلات الأمني التي تشهدها المحافظات سيما الجنوبية والشرقية، مطالبين أجهزة الأمن بسرعة البحث عن الجناة وضبطهم وتقديمهم للمحاكمة وكشف هوية العناصر الإجرامية التي تقف وراءهم». في السياق نفسه، أبلغ أعضاء النيابة الجزائية المتخصصة «في قضايا الإرهاب» في العاصمة صنعاء، أمس مجلس القضاء الأعلى أنهم قرروا تعليق أعمالهم ابتداء من الأسبوع المقبل، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتوفير حماية لهم من تهديدات عناصر تنظيم»القاعدة» بتصفيتهم. وكان قضاة المحكمة الجزائية المتخصصة (في قضايا الإرهاب) في العاصمة صنعاء، اتخذوا قراراً مماثلاً قبل أيام، عقب تهديدات بتصفيتهم أطلقها عناصر»القاعدة» بعد صدور أحكام كانت قضت بحبس عدد من المدانين مدداً متفاوتة من ثلاث إلى خمس سنوات. على صعيد آخر، استقبل الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس في القصر الرئاسي بصنعاء، وفداً صحافياً أميركياً برئاسة الصحافي توماس فريدمان، واستعرض معهم آخر التطورات التي تمر بها بلاده على صعيد العملية الانتقالية والحوار الوطني الدائر، والخطوات التي قطعت لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.