على رغم الأجواء السياسية المتوترة في لبنان، واحتمال تأجيل الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها الشهر المقبل، يبدو أن ثمة مساحة للفن والغناء في كل الظروف وعلى رغم كل الصعاب. وفي تأكيد لعدم غياب الاحتفالات عن موسم الصيف، مهما بلغت حدّة التوتر السياسي أو الأمني، عقدت أمس رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط مؤتمراً صحافياً في مقر وزارة السياحة، عرضت خلاله البرنامج الفني للاحتفالية. وينطلق المهرجان في 21 حزيران (يونيو) المقبل، مع «رحلة موسيقية على طريق الحرير»، تعرض طريقاً تجارياً من الصين إلى البندقيّة. وقد قدمت هذه الطريق التجارية التاريخية فرصاً عديدة أمام شعوب العالم لتبادل الأفكار والسلع والمعتقدات الدينيّة بصرف النظر عن حجم التأثير الفنّي. ويقع لبنان في قلب هذه الرحلة التي يشارك فيها أكثر من 70 موسيقياً ومؤدّياً وراقصاً من لبنان والعالم على خشبة المسرح، ومنهم عبير نعمة ورفيق علي أحمد وشربل روحانا ومحمد معتمدي، ومن فرق الرقص «سيما» و»غير». ويقود الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانيّة لبنان بعلبكي. ويتواصل المهرجان مع فرقة الألعاب البهلوانية الوطنية الصينية - سيرك سبلنديد (من 26 إلى 29 حزيران). وتتألف الفرقة من 80 فناناً وبهلوانياً يحطّون في لبنان بعد جولة حملتهم إلى العالم، ليُقدِّموا أربع ليالٍ من العروض البهلوانيّة التي تخطف الأنفاس. وبما أن كاظم الساهر بات ضيفاً دائماً على المهرجان، سيحيي أمسيتين (4 و5 تموز/يوليو) يقدم خلالهما أجمل ما غنى من روائع نزار قبّاني. وتقدم ديفا الجاز الأميركي دي دي بريدجواتر (17 تموز) بمرافقة مواطنها مؤلّف الجاز وعازف البيانو رامزي لويس عرضاً استثنائياً. ومعلوم أن دي دي سجّلت أكثر من 80 أسطوانة ونالت سبع أسطوانات ذهبيّة وثلاث جوائز غرامّي. وستخصص أمسية لأصداء من سورية بعنوان «حيّ على الياسمين» (19 تموز)، مع كنان عظمة وفرقة «حوار» للموسيقى الحديثة والتجريبية، وإبراهيم كيفو للموسيقى الفولكلورية التراثية السورية، ورشا رزق للموسيقى الشرقية الكلاسيكية السورية. وتتمحور فكرة الحفلة على عرض للطيف الموسيقي السوري المتنوع والملون، بين موسيقى الريف السوري من الشمال الذي يضم الموسيقى الآشورية والسريانية والكردية والأرمينية، إلى الريف الشرقي وموسيقى البادية، وصولاً إلى موسيقى المدن السورية كحلب ودمشق وحمص وحماة، وأخيراً إلى الخيط الممتد منها إلى الموسيقى السورية المعاصرة. ولعشاق الباليه يستضيف المهرجان فرقة باليه بريلجوكاج التي تقدّم عرض Les Nuits (أول آب/أغسطس). وتحتفل باتريسيا كاس في عرض «Kaas chante Piaf» بالذكرى الخمسين لوفاة إديت بياف، (10 آب). وسينظم المهرجان معرضين، الأول تحية إلى مارون بغدادي بالتعاون مع نادٍ لكل الناس ومؤسسة سينما لبنان، والثاني لأناشار بصبوص، وسيعرض منحوتات بالتعاون مع Art Lounge (معمل الحرير)، بيت الدين.