ساد التوتر منطقة ابيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد ساعات من مقتل زعيم قبيلة دينكا - نقوك الافريقية في المنطقة كوال دينغ ماجوك في مكمن نصبه أفراد من قبيلة المسيرية العربية المنافسة. وأعلنت قبيلة دينكا - نقوك أن زعيمها قُتل في منطقة قرب دفرة ليل السبت - الاحد بعدما تعرض إلى هجوم من قبيلة المسيرية بقذائف «آر بي جي» دمرت سيارته. وذكرت في بيان أن ماجوك كان يتحرك شمالاً ترافقه مجموعة من القوات الدولية التي تنتشر في منطقة ابيي عندما هاجم مسلحون من قبيلة المسيرية موكبه، لكن القوات الدولية تصدت لهم ووقع اشتباك من الطرفين بالاسلحة مما أدى إلى وقوع قتلى من الطرفين. وأسفر الاشتباك عن مقتل خمسة من المسيرية وأحد جنود حفظ السلام التابعين للامم المتحدة وجرح اثنين آخرين. وقال المسؤول في قبيلة المسيرية صادق بابو نمر إن مقتل ماجوك وقع في حادث إطلاق نار مع قوات حفظ السلام الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة والتي تدير ابيي. وأضاف أن مجموعة من قبيلة المسيرية طلبت من موكب ماجوك الذي كان يتكون من سيارته وثماني سيارات أخرى تحمل جنوداً إثيوبيين التوقف للتحدث إليهم، لكن الجنود رفضوا ذلك. وأضاف أن «جندياً إثيوبياً أطلق النار وقتل شخصاً من المسيرية بعدما جهز بندقيته، ما أثار عملية إطلاق نار قتل خلالها ماجوك». ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن مسؤول في الخرطوم أن ناظر قبيلة دينكا - نقوك «كان قادماً من منطقة النت في ابيي ضمن قافلة تضم 13 سيارة محملة بالجنود المدججين بالسلاح. وذكر أن ماجوك كان يعتزم زيارة الحدود الشمالية عند الخط 10 ونبهته القوة الموقتة للأمم المتحدة في المنطقة إلى أن المنطقة التي يقصدها متنازع عليها ونصحته بعدم زيارتها، لكن تحت إصراره على الزيارة رافقته مجموعة من القوات الأممية لحمايته». وأوضح أنه «عند وصول القافلة إلى منطقة قولي قابلتها مجموعة مسلحة ودخلت في نقاش مع ماجوك لمعرفة سبب مرور الدينكا في هذه المنطقة وأبلغوه بأنه سبق وأن دخل المنطقة مرتين وأنهم لن يسمحوا له بالدخول هذه المرة». وأشار إلى أن ماجوك «ضرب خلال النقاش أحد أفراد مجموعة المسيرية وحدث اشتباك عندما كان أحد أفراد المجموعة من الشباب يحضر بندقيته استعداداً لأي اشتباك فأطلق عليه أحد الجنود الإثيوبيين من قوة الأممالمتحدة النار فأرداه». وأضاف أنه «أثناء الاشتباك أصابت قذيفة آر بي جي سيارة ماجوك وقتل مع مستشاره». وقال إن «الاشتباك أسفر عن سقوط عدد من الضحايا بمن فيهم قتلى من المجموعة المسلحة». وأعلنت الأممالمتحدة في بيان ان جندياً إثيوبياً من قوة حفظ السلام التابعة لها قتل وجرح اثنان آخران في مكمن نُصب لموكب ماجوك. ومن شأن مقتل هذا الزعيم القبلي تأجيج التوتر في المنطقة التي تسيطر عليها قبيلة الدينكا التي تعتبر نفسها جزءاً من جنوب السودان. وشهدت ابيي التي تقارب مساحتها 10 آلاف كلم حروب عدة أدت إلى وقوع مئات الضحايا. وينص اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي وُقِع في العام 2005 وأدى إلى تقسيم السودان، على تنظيم استفتاء لسكان ابيي في شأن مستقبلهم في كانون الثاني (يناير) 2011. لكن لم ينظم الاقتراع بسبب خلاف على من يحق لهم التصويت فيه، إذ أن الخرطوم تطالب بإدراج قبيلة المسيرية العربية على لوائح الناخبين بينما ترفض جوبا ذلك وتتمسك بأن يشارك في الاستفتاء أبناء قبيلة دينكا - نقوك الأفريقية فقط باعتبار أن المسيرية من الرعاة الرحل وليسوا من سكان المنطقة. إلى ذلك، أعلن حاكم ولاية الخرطوم عبدالرحمن الخضر وضع السلطات الأمنية في ولايته في حال تأهب واستعداد دائم «لصد أي عدوان محتمل على الخرطوم». ونفى «إشاعات» راجت الأيام الماضية بوصول متمردي «تحالف الجبهة الثورية» إلى أطراف العاصمة الخرطوم. وحذر أمس المواطنين من الخروج في «تظاهرات غير قانونية»، وقطع بجاهزية الشرطة «لحسم أي خارج على القانون». من جهة أخرى، أرجأ مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع زيارته إلى واشنطن التي كانت مقررة أمس بعدما أطلقت منظمة «افعل من أجل السودان» في الولاياتالمتحدة حملة للضغط على الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري لإلغاء الزيارة، ونجحت في الحصول على دعم ومساندة عدد من أعضاء الكونغرس وصل عددهم إلى 38 من الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وينتظر انضمام السيناتور الجمهوري جون ماكين ليرجح كفة الاعتراض على زيارة نافع الذي ارجأ زيارته إثر مشاورات بين الخرطوموواشنطن لأسباب لم يعلنها. وقدم النائب الجمهوري فرانك وولف و13 آخرون من أعضاء الكونغرس مشروع «سلام وأمن ومحاسبة السودان للعام 2013». وأكد المشروع الحاجة الملحة إلى تطبيق أكثر فعالية للعقوبات على السودان «لوضع استراتيجية اميركية شاملة لانهاء الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، وتوفير مساءلة حقيقية للأشخاص الذين ارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان أو ساعدوا فيها، اضافة الى دعم تطلعات السودانيين إلى إجراء إصلاحات ديموقراطية وتشجيع الحكومات الأخرى والاشخاص على وقف دعم ومساعدة حكومة السودان».