مع تصاعد وتيرة تنافس القنوات العربية على استقطاب أفضل المسلسلات وبرامج المنوعات المسلية إلى شاشاتها بشكل من الممكن وصفه ب«السباق المحموم» لتسلية الجمهور الصائم، يظهر الأمر كأن هذه القنوات تريد تعويض الصائمين عن حرمانهم طوال النهار عن الأكل والشرب، بتقديمها «وجبات درامية» تمضي أوقاتهم خلال فترة صيامهم، وتسليهم وهم متثاقلون بعد إفطارهم. وبما أن الصائم صاحب مزاج «خاص»، فكان على شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية تنويع الوجبات الدرامية بين المسلسلات التاريخية والاجتماعية والكوميدية. وبالطبع، فإن هذه الكمية المرعبة من المسلسلات كلف إنتاجها أرقاماً خيالية، في وقت يشهد فيه العالم - ومن ضمنه العالم العربي – أزمة مالية عالمية أثخنت الشركات وأصابت الأرصدة في مقتل. في المقابل، دفعت القنوات الفضائية مبالغ فلكية لشراء هذه الأعمال، تزيد هذه الأرقام في حال احتكرت القناة مسلسلاً ما، لتصبح كل فضائية تراهن على ما لديها من اغراءات لجذب المشاهد العربي. يقول مدير البرامج في احدى القنوات الفضائية (رفض ذكر اسمه)، إن القنوات الفضائية في شهر رمضان تحرص دائماً على تقديم عدد كبير من الأعمال الدرامية والمسلسلات العربية والخليجية والمحلية المميزة، مشيراً إلى أن القنوات الفضائية عكفت طوال المدة الماضية على الاختيار والتنوع لتجذب المشاهد العربي، خصوصاً في تنوع المحتوى، ودائماً ما تنحصر مسلسلات رمضان بين الأعمال الاجتماعية والكوميدية والتاريخية. ويضيف: «هناك عدد وافر من المسلسلات والبرامج المميزة القادرة على استقطاب الجمهور، لمتابعة ما يعرض في رمضان على مستوى جميع القنوات، التي تكون عادة عامرة بالأعمال الدرامية ذات الوزن الثقيل على مستوى النجوم والمؤلفين والمخرجين، أو من خلال البرامج الحصرية للإعلاميين والدعاة المميزين». من جهته، يؤكد المدير العام للقناة الأولى سليمان الحمود، أن القناة السعودية ستظهر للمشاهد العربي بثوب جديد هذا العام، من خلال اعتماد عدد من الأعمال الجديدة المميزة والحصرية، لافتاً إلى أن استوديوهات القناة الأولى تشكل خلية إعلامية لإنهاء برامج رمضان في عمل مستمر ليل نهار، من معدي ومقدمي ومخرجي هذه البرامج. من جانب آخر، انتقد المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ، المسلسلات الرمضانية التي تسخر من الإسلام وأهله وتنتقص المسلمين، واصفاً إياها بالشر والبلى. وقال مفتي السعودية في خطبة له في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: «لا تغرنكم المسلسلات فهي تروج للباطل، وليحذر المسلم أن يلقى الله بهذه الأعمال السيئة الخبيثة». وهاجم المفتي أولئك القائمين على إنتاجها والعاملين عليها، واصفاً إياهم ب«المفسدين»، وزاد: «هذه المسلسلات تنبئ عن خبث قوي وسوء معتقد، وقلة حياء وعدم خوف من الله».