أكد المدير العام لإدارة الأندية الأدبية حسين بافقيه عدم رغبته في مسمى مدير عام الأندية الأدبية، مفضلاً الأمين العام أو السكرتير عليه، مشيراً إلى أنه «يقتصر على ما وجّه به وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بأن نكون حلقة وصل بين متطلبات الأندية والوزارة». وقال إنه لن يسمح لأحد بأن يشرع أمور الثقافة وهو ليس من أهلها. وحول لائحة الأندية الأدبية، قال حسين بافقيه في ثلوثية المشوح، الثلثاء الماضي، في حضور نخبة من المثقفين والأكاديميين ورؤساء الأندية الأدبية، إنه لم يدخل في الجمعية العمومية في نادي جدة، لأن له تحفظاً على اللائحة، وأن دخوله إقرار بالموافقة الضمنية عليها، التي يرى أنها من أسباب الفشل، وهو يريد نقدها، لكنه يحترمها، مضيفاً أن الأندية الأدبية اليوم «هي أضعف بنية في وزارة الثقافة، وهي مشهد هزيل في المشهد الثقافي السعودي»، لكنه استدرك بأن لها دوراً بارزاً قدمته خلال السنوات الثلاثين الماضية، ثم يعود ليؤكد أنها تمثل حقبة زمنية مضت، وآن الأوان لتقديم شكل ثقافي جديد. وتحدث بافقيه عن نجاح تجربة نادي الرياض الأدبي التي وصفها بالمميزة، وتصلح أن تكون أنموذجاً. ولفت إلى أنه سيعمل بكتاب مفتوح وكتاب محبة مع الأدباء، «ولن أسمح لنفسي بالتدخل في أي فعالية في أي ناد، فهم يستمدون، أي رؤساء الأندية، شرعيتهم من الجمعية العمومية وهم منتخبون، وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم في الخطأ والصواب». وأكد بافقيه أن الأندية الأدبية «اندس إليها من ليس من أهل الأدب والثقافة». وقال إنه يعمل على مبدئين: أحدهما الأدباء والمثقفون أدرى بأمور أنفسهم وثقافتهم. وفي ما يخص الأنشطة والفعاليات في الأندية، قال إن شعاره «افعل ولا حرج في ظل الأطر المعروفة لدى الجميع، ولا حاجة لاستئذان أو موافقة»، مشيراً إلى أن «هناك فجوة كبرى بين الأندية الأدبية والشباب»، مؤكداً مقولة إنه إذا ابتعد الشباب عن الأندية الأدبية ماتت. ووصف الدعم المادي للأندية بالمخجل، وأنه «لا يتفق مطلقاً مع طموحات المثقفين، مستعرضاً تجارب بعض الدول في دعم الثقافة والمؤسسات الثقافية. وتطرق بافقيه إلى التجربة التي قام بها قبل أيام، حين تم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في أحد المقاهي بجدة، وفي حضور 50 شاباً، وقال إنها كانت تجربة رائعة جداً، وإن الوجوه التي شاهدها من الشباب المثقف لم يشاهدها مطلقاً في فعاليات نادي جدة، متسائلاً عن السبب في ذلك. وأشاد بتفاعل الشباب، خصوصاً مع المحاضرة التي ألقاها الدكتور سعيد السريحي والحوار الثقافي معهم. وحظي اللقاء في ثلوثية المشوح بمداخلة من الدكتور منصور الحازمي، الذي أشاد ببافقيه، حين كان طالباً بدرجة الماجستير سنة 1424ه في عنوان رسالته الواقع الاجتماعي وأثره على النقد الأدبي في المملكة. وقال الحازمي إنه «منذ تلك اللحظة علمت أن حسين منحاز تماماً للمجتمع وهمومه». وحظي اللقاء الذي أداره سعد النفيسة، أيضاً بمداخلات من الأديب حمد القاضي وحمد الصغير ورئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري والدكتور محمد خير البقاعي والدكتور حسين المناصرة وصالح المسلم والروائي خالد اليوسف والكاتب محمد الشقحاء والقاص حسين علي حسين ونائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب.