انتقدت ندوة نظمها نادي الرياض الأدبي حول «آفاق العمل الثقافي في الأندية الأدبية»، تقاعس المثقفين عن تسجيل أنفسهم في الجمعيات العمومية، تمهيداً لانتخابات مجالس الإدارة. واعتبرت الندوة، التي شارك فيها الدكتور محمد الربيّع والدكتورة سعاد المانع والقاص محمد الشقحاء وعقدت مساء السبت الماضي، مفهوم المراكز الثقافية هلامياً ومضطرباً، مشددة على أن اللائحة القديمة كانت أفضل، وأن الأندية الأدبية استنفدت أغراضها وأنها تعيش بلا فكر نوعي. وأشار الربيع إلى أن اللائحة القديمة للأندية الأدبية كانت رائدة ونصّت على الانتخابات وعلى استقلال الأندية، مؤكداً ً أننا «لو طبقنا خطط التنمية التي انطلقت مع بداية تشكيل الأندية لكنا في وضع أفضل مما نحن عليه الآن»، لافتاً إلى عدد من رؤساء الأندية «المميزين في تلك الفترة مثل عبدالفتاح أبومدين ومحمد الحمّيد وحسن الهويمل». وألقى باللوم الكبير على موقف النخب الثقافية والمثقفين من الانتخابات والجمعيات العمومية، «إذ إنهم يطالبون ثم لا يشاركون!»، مؤكداً على استقلال الأندية، وعلى أن دور الوزارة يجب أن يكون تنسيقياً، مضيفاً: «الواجب علينا تقبّل نتائج الانتخابات مهما كانت، وكذلك مجالسها المنتخبة». وفي ما يخص المراكز الثقافية فإن الربيع وصفها بأنها «مفهوم هلامي ومضطرب». وكشف أن «عدم قبولنا في اتحادات الكتاب العرب في البلدان العربية، كان بسبب عدم وجود جمعية أو رابطة للكتاب والأدباء»، مطالباً بسرعة إنشائها، «أو التحول لخطوات أكبر تتمثل في إنشاء مجلس أعلى للثقافة وفصل الثقافة عن الإعلام». من جهته، تجاوب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان سريعاً مع مطالبات مثقفين وأدباء، رأوا أن مناقشة الآفاق المستقبلية للأندية الأدبية تتطلب تنظيم ملتقى للأندية الأدبية، وليس لقاء واحداً. ووجّه النادي الأدبي بالرياض بالتنسيق لإقامة لقاء على أن ينظم بداية العام الدراسي المقبل. وقال الحجيلان بعد أن استمع إلى عدد من المداخلات في الندوة، إن فكرة اتحاد الكتاب «أصبحت مواتية الآن»، مشيراً إلى أن عضوية الأدباء في الجمعيات العمومية «الطريق لعضوية هذا الاتحاد أو الجمعية». وأكد على «استقلال الأندية الأدبية 100 في المئة»، مضيفاً أن وكالته «لا تقوّم ولا توجّه بل تدعم وتتعاون فقط، ودورنا ينحصر في التنسيق بين الأندية ودعم وعقد الشراكات بينها». وحول تجربة الانتخابات التي انطلقت من نادي مكة الأدبي الأسبوع الماضي، وتستمر هذا الأسبوع في نادي الجوف وبعده نادي حائل، اعترف بوجود بعض الثغرات، واعداً بالانتباه لها وتصحيحها. وفي الندوة انتقدت الدكتورة سعاد المانع فكرة اللجان النسائية السابقة في الأندية الأدبية، ووصفتها بأنها كانت تحصيل حاصل، «وكانت تنظر نظرة هامشية للمرأة». وبعد أن قدّمت تساؤلات عدة حول ماذا يُنتظر من الأندية الأدبية، أكدت أن أفضل دور للأندية هو أن تقوم بصلة بين الشباب والثقافة. بدوره أشاد الشقحاء بتجربة انتخابات نادي مكة «التي أعطتنا الطموح». واستعاد في بداية ورقته بنود لوائح الأندية الأدبية القديمة والجديدة، مركزاً على أن تحديد اسم النادي في الأولى كان «النادي الأدبي» وليس «الثقافي»، موضحاً أن الفعل الثقافي في الأندية محكوم بالخصوصية الأدبية. وفي المداخلات أشار الأديب عبدالله الشهيل إلى أن من أهداف الأندية سابقاً الاهتمام باللغة، لكنها الآن لا تهتم بها. وقال إن الأندية حالياً «استنفدت أغراضها نظراً إلى الاستجابات الصعبة التي تحتاج فكراً نوعياً، ولا تحتاج أدباً، بل فكراً معطاء يتفاعل مع العالم». وطالبت الكاتبة عزيزة المانع بتحديد هوية النادي الأدبي: «أهو للنخب أم للعامة؟ وتحديد من هو الأديب الذي يجب أن ينضم إليه». وأشار الدكتور ناصر الرشيد إلى أن الأدباء الأوائل «كانوا يأملون من الأندية الأدبية أن تكون أماكن تنويرية»، مطالباً الأندية الأدبية بالاهتمام بقضايا الفكر وبالمرأة. وطالب الدكتور عبدالرزاق اليوسف بضرورة توسيع الدائرة الإسلامية لتشمل ما ينتج من أدب محلي، «لنتجه به للملايين الذين يقيمون بيننا».