«كانت ضربات والده بالآلة الحديدية على جسده الغض لا تتسبب بمجرد كسور وآلام، وإنما تنفذ إلى أرواحنا فتحاول انتزاعها بأقسى الصور، وأخيراً غرق في دمائه بين يدي، وشهق شهقتين قبل أن يدفع ثمن بنوته لهذا النوع المتناهي من إجرام الآباء»، هذا لسان حال أم الطفل المعنف «محمد» الذي قتل في محافظة أحد رفيدة أخيراً، قبل أن تؤكد أن أباه هو القاتل الحقيقي، وليست شقيقته أسماء، مشيرة إلى أن الأب المسلح والطليق يطارد عائلتها التي سبق وعنفها، وجعلهم يفرون إلى أخوالهم، وأنه لا يزال يرسل تهديدات مستمرة. وفيما لفتت إلى أنها تتهم معاونين للأب ساعدوه في تحقيق جرائمه ضد عائلتها، وطالبت الأمير فيصل بن خالد بحمايتها وحماية أسرتها، تعكف هيئة التحقيق والادعاء العام حالياً على درس القضية والتحقيق فيها من كل الجوانب وسط متابعة إمارة منطقة عسير. وكان المتحدث الإعلامي باسم إمارة عسير عوض آل سعيد، أوضح ل«الحياة» أن القضية أحيلت لهيئة التحقيق والادعاء العام بعد وجود شبهات حول القضية، وأن أحد أقارب الطفل المقتول تقدم بإفادات جديدة، لافتاً إلى أنه اتضح وجود شبهات خطرة في القضية، إضافة إلى إصرار الأب على سرعة دفن الطفل، ما جعل أمير منطقة عسير يوجه بالتحقيق في القضية وتشريح الجثة التي لا تزال في ثلاجة مستشفى عسير المركزي. بدورها، تحتفظ «الحياة» بكل المستندات التي تشير إلى أن هناك قصوراً كبيراً في حماية الطفل من التعنيف، إذ تم تعذيبه مرتين، على رغم مطالبة هيئة حقوق الإنسان في المنطقة ومتخصصين في الحماية الأسرية في صحة المنطقة بضرورة حمايته، إذ إن الأب متهم بتعنيف أسرته ومن بينها الطفلة أسماء (9 أعوام) والتسبب في كسور في قفصها الصدري والتحرش بها، ليسلمها بعد ذلك المستشفى الذي تتعالج فيه إلى والدها بواسطة خطاب من شرطة الجنوبية في محافظة خميس مشيط، ما جعل المستشفى يعد محضراً بذلك لإخلاء مسؤوليته، إضافة إلى تقرير الاختصاصي النفسي الذي تابع حال الطفل وأكد في تقارير تعرضه للتعنيف أكثر من مرة.