اختتم ملتقى قراءة النص ال12 في نادي جدة الأدبي فعالياته مساء الخميس الماضي بعد أن قدم عدد من الأكاديميين والمثقفين بحوثاً منوعة في الموضوع الذي اختاره النادي للملتقى «التحديث النقدي والأدبي في السعودية» وكرّم خلاله الأديب السعودي الرائد عبدالله عبدالجبار - رحمه الله - وشهدت جلسات الملتقى نقاشات مهمة وجادة، وبخاصة في ما يتعلق بالوعي النقدي والتحديث المستمر الذي يشهده الوسط الثقافي والأدبي والتحولات السريعة في آلية الكتابة لدى عدد كبير من المبدعين السعوديين. أعمال نقدية وكانت جلسات الملتقى بدأت بأبحاث نقدية متعددة، إذ تحدث معجب الزهراني عن «الأدب يقترح نظرياته»، وتوفيق الزيدي عن «إشكالية التحديث التراث النقدي مشروعاً»، وعاطف بهجات حول «المفاهيمية النقدية»، ومحمد التلاوي عن «النقد المعلوماتي»، ومحمد بن مريسي الحارثي عن «الحرية والإبداع». فيما تحدث فخري صالح عن «أزمة النقد العربي في الوقت الراهن وفواتنا الحضاري»، ومحي الدين محسب عن «الإدراكيات والتأسيس المعاصر لعلمية النقد الأدبي»، وعبدالله العشي عن «مآزق التحديث في النقد الأدبي المعاصر»، وعلي عيسى «مقدمات نظرية عامة في التحديث النقدي والأدبي المعوقات والحلول»، وإبراهيم الهدهد «التناص في ميزان النقد». وناقش سلطان القحطاني «المقدمات التاريخية للتحديث الأدبي والنقدي في المملكة»، والأستاذ فهد الشريف «حضانة النقاد صوت الحجاز والتشكل النقدي»، والأستاذ محمد العباس «جيل النظرية النقدية»، والدكتورة لمياء باعشن «الاستيراد النقدي وافتقاد النمط الافتراضي دراسة في بواكير النقد الأدبي السعودي»، وقدم محمد القاضي «الحداثة النقدية في المملكة بين الكونية والتأصيل»، وسعد البازعي «نص الصحراء ومصائر الحداثة»، وسعيد السريحي «الحداثة البحث عن مظلة»، ومحمد أبو ملحة «تيار الممانعة لأدب الحداثة قراءة في المتن». كما شارك حسن الهويمل بورقة عن «تأصيل المنهج وتحرير الدلالة في قراءة النص»، وحمد السويلم «مسارات التأويل بين البازعي والقرشي»، ومحمد عبيد «تعدد المناهج في الاستقبال التعاقبي». وقدم عالي القرشي «أسئلة نقد الشعر الحديث في المملكة»، واستعرض عبدالله السمطي «السيرة الجمالية لقصيدة النثر السعودية»، وعبدالله بانقيب «رؤية في التحديث النقدي» فيما ناقشت الدكتورة بسمة عروس «القصة القصيرة جداً ومنازع التحديث في الأدب السعودي» وحسين المناصرة «إشكالية التجريب والتحديث في القصة القصيرة جداً» وجاءت ورقة علي الدميني عن «تحديث القصة وحداثتها في المملكة.. جبير المليحان نموذجاً»، وقرأ عبدالله آل حامد «البلاغة تفضح الإيجاز»، وقدم عادل الغامدي «نظام الأطروحات في قصص الأمثال القديمة»، وشاركت الدكتورة سعاد المانع بورقة «النظر من زوايا جديدة عند بعض الكاتبات». في حين جاءت ورقة سامي الجمعان عن «التحديث في الكتابة المسرحية مشاريع النص المسرحي السعودي نموذجًا». وطرح فهد ردة الحارثي «النص المسرحي الحديث». وقدم مراد مبروك «نظرية الاتصال الأدبي في الخطاب النقدي دراسة في المفهوم». توصيات وأعلن المتحدث الرسمي بالنادي في ختام الملتقى عبدالإله جدع التوصيات التي خرج بها الملتقى وتتركز في تثمين الدور الريادي للنادي الأدبي الثقافي بجدة في عقد ملتقى قراءة النص بصورة مستمرة وعبر 12 دورة هدفت جميعها إلى إثراء الساحة الثقافية والأدبية العربية بالأبحاث العلمية والدراسات المعرفية، إضافة إلى دور الملتقى في تقوية أواصر المحبة والوئام بين جميع الأدباء والمثقفين بمختلف أطيافهم، واستمرار النادي الأدبي الثقافي بجدة في تقديم رؤى موضوعية توثيقية تقويمية للحراك الثقافي والنقدي والأدبي بالمملكة، وأن يتضمن الملتقى القادم حديثاً موسعاً عن الشخصية المكرمة، وذلك بأن تخصص إحدى جلساته لدرس هذه الشخصية وأثرها الثقافي والأدبي، وأن تكون هناك مشاريع بحثية تدعمها وزارة الثقافة والإعلام أو الجامعات السعودية بالتعاون مع الأندية الأدبية بالمملكة تختص بإنشاء كشاف تاريخي وصفي للأعمال الأدبية والنقدية المنجزة في المشهد الثقافي السعودي، وتوسيع دائرة المشاركة في الملتقيات القادمة على المستوى الإقليمي والدولي إثراءً للتجربة، وتحقيقاً لدرجة أعلى من المثاقفة، والاستفادة من الأبحاث والمداخلات المطروحة بالملتقى في إصدار مشاريع علمية ونقدية مستقبلية يتبنّاها النادي. تدشين وتكريم وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ناصر الحجيلان افتتح ملتقى قراءة النص في النادي الأدبي بجدة مساء الأربعاء الماضي وسط حضور عدد كبير من المثقفين والأدباء، وأنشد الشاعر محمد يعقوب قصيدة شعرية وعرض النادي فيلماً وثائقياً عن الأديب الراحل عبدالله عبدالجبار الشخصية المكرمة لهذا العام، تناول محطات من حياته ونبوغه الباكر في الأدب والنقد على رغم الظروف الاجتماعية والسياسية التي كانت تعيشها المنطقة آنذاك، وتحدث عنه مدير الأندية الأدبية حسين بافقيه واستعرض خلالها المسيرة الأدبية للراحل عبدالجبار وعلاقته بالأدباء المصرين إبان إقامته في القاهرة ومنهم الأديب السحرتي، معتبراً كتابه القادم عن عبدالجبار أحد الكتب التي تسلط الضوء على مفاصل مهمة من تاريخ الراحل، وقال: «هو من أعطاني فرصة كبيرة لأكون من خلاله متصلاً بثقافة المملكة». كما تحدث في الحفلة الأستاذ أسامة فلالي وفاطمة عبدالجبار - ابنة شقيقة الأديب الراحل عبدالله عبدالجبار - وقالت: «حقاً إن هذا الرائد الكبير لم ينعم بالزواج لكنه كان أباً خلّف كتباً وتلاميذ أوفياء، وكان بمنزله في جدة يستقبل الكثير من الأدباء والمهتمين في صالون الثلوثية، يجتمعون فيها لدرس المواضيع الأدبية»، مشيرة إلى الزيارات العائلية وأنه خصص لها يومي الخميس والجمعة، وفي آخر حياته انتقل للعيش مع شقيقته في مكةالمكرمة.