أوصى المشاركون في ملتقى قراءة النص بتأسيس مشاريع بحثية تدعمها وزارة الثقافة والإعلام، أو الجامعات السعودية، بالتعاون مع الأندية الأدبية في المملكة، «تختص بإنشاء كشافٍ تاريخي وصفي للأعمال الأدبية والنقدية المنجزة في المشهد الثقافي السعودي». وطالبوا ب «توسيع دائرة المشاركة في الملتقيات المقبلة على المستوى الإقليمي والدولي إثراء للتجربة، وتحقيقاً لدرجة أعلى من المثاقفة»، وكذلك «الاستفادة من الأبحاث والمداخلات المطروحة في الملتقى في إصدار مشاريع علمية ونقدية مستقبلية يتبناها النادي». كما أكد المشاركون في الملتقى، الذي اختتم أعماله أمس، أهمية استمرار النادي الأدبي الثقافي في جدة (الجهة المنظمة) في تقديم «رؤى موضوعية توثيقية تقويمية للحراك الثقافي والنقدي والأدبي في المملكة»، وأن يتضمن الملتقى المقبل «حديثا موسعا عن الشخصية المكرمة، وذلك بأن تخصص إحدى جلساته لدراسة هذه الشخصية وأثرها الثقافي والأدبي». وأوصوا برفع الشكر والتقدير والعرفان لأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد «على الدعم الكريم غير المحدود للنادي في عقد هذا الملتقى»، وتثمين «الدور الريادي للنادي الأدبي الثقافي بجدة في عقد ملتقى قراءة النص بصورة مستمرة وعبر 12 دورة هدفت جميعها إلى إثراء الساحة الثقافية والأدبية العربية بالأبحاث العلمية والدراسات المعرفية، إضافة إلى دور الملتقى في تقوية أواصر المحبة والوئام بين جميع الأدباء والمثقفين بمختلف أطيافهم». وسيطرت مواضيع نقدية وأدبية تراوحت ما بين النظرية الأدبية وأزمة النقد والحداثة النقدية في المملكة على أوراق عمل الجلسات الثماني للملتقى، الذي استمرت أعماله يومين. وعقدت أمس أربع جلسات، منها جلستان في الصباح (الخامسة والسادسة)، شهدتا غيابا واضحا من الجمهور الثقافي. وقدم الدكتور حسن الهويمل في الجلسة الخامسة، التي أدارها الدكتور أحمد العدواني، ورقة تناول فيها تأصيل المنهج وتحرير الدلالة في قراءة النص، وأشار إلى أن المشهد النقدي المحلي واثق الخطوات، وأن العثرات مصيرها إلى التدارك. فيما تناول الدكتور محمد الشنطي النظرية النقدية في التراث العربي كما يراها الغذامي، حاول الشنطي فيها استقراء ملامح هذه النظرية في كتاب الغذامي المشاكلة والاختلاف. وناقشت ورقة الدكتورمحمد عبيد تعدد المناهج في الاستقبال التعاقبي عند الناقد عبدالله العطوي. في حين ناقش الدكتور حمد السويلم مسارات التأويل بين سعد البازعي وعالي القرشي. وفي الجلسة السادسة، التي أدارها عبدالله عبيان، ناقش الدكتور عالي القرشي أسئلة نقد الشعر في المملكة، متابعاً المسارات النقدية التي تفاعلت مع نص الثبيتي. وفي ورقته تحدث الدكتور عبدالله بانقيب عن دالية المعري والنقد العربي. واختتمت الجلسة بورقة للدكتور أيمن ميدان قرأ فيها الشعر الجاهلي وتعدد القراءات. وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، افتتح مساء أمس الأول فعاليات الملتقى، الذي نظمه النادي الأدبي الثقافي في جدة تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز الخوجة، على مدى يومين، خلال حفل تضمن كلمة لرئيس النادي عبدالله السلمي وقصيدة للشاعر محمد إبراهيم يعقوب. وتم فيه تكريم الناقد الراحل عبدالله عبدالجبار، حيث عرض فيلم وثائقي عن سيرته، وألقيت كلمات عنه قدمها كل من حسين بافقيه، أسامة فلالي، فاطمة عبدالجبار، ومحمد الحافظ. وأقيمت في اليوم الأول أربع جلسات قدمها باحثون ونقاد سعوديون وعرب، بداية من الجلسة الأولى، التي أدارها الدكتور محمد ربيع، وقُدم فيها خمس أوراق عمل، حملت الورقة الأولى للدكتور معجب الزهراني عنوان «الأدب يقترح نظرياته». وفي الورقة الثانية تحدث الدكتور عاطف بهجات عن المفاهيمية النقدية. وتساءل الدكتور محمد التلاوي في ورقته عن النقد المعلوماتي وكيف يمكن للنقد الأدبي أن يجسد ابتكارات العصر. وتناول الدكتور محمد الحارثي موضوع الحرية والإبداع، فيما قدم توفيق الزيدي ورقة بعنوان «إشكالية التحديث.. التراث النقدي مشروعاً». وأدار الدكتور أبوبكر باقادر في الجلسة الثانية، التي قدم فيها فخري صالح ورقة عن أزمة النقد العربي في الوقت الراهن وتراثنا الحضاري. وتساءل الدكتور محيي الدين محسب في ورقته التي حملت عنوان «الإدراكيات والتأسيس المعاصر لعملية النقد الأدبي»، عن إمكانية قيام نقد أدبي جديد نسميه «النقد الأدبي الإدراكي». وقدمت ورقة عبدالله العشي تساؤلات حول «مآزق التحديث في النقد الأدبي المعاصر». ووضع إبراهيم الهدهد التناص في ميزان النقد، مفصلاً في آليات التناص وتطبيقاته في الغرب والشرق. وفي مساء أمس الأول انعقدت الجلسة الثالثة برئاسة يوسف العارف، وقدمت فيها الدكتورة لمياء باعشن ورقة تناولت فيها الاستيراد النقدي وافتقاد النمط الافتراضي. وقدم الناقد محمد العباس ورقة عن «جيل النظرية النقدية». وقرأت ورقة الدكتور سلطان القحطاني «المقدمات التاريخية للتحديث الأدبي والنقدي في المملكة»، فيما تناولت ورقة فهد الشريف أثر صحيفة صوت الحجاز في حركة النقد الأدبي. وفي الجلسة الرابعة تناول محمد القاضي «الحداثة النقدية في المملكة بين الكونية والتأصيل». وقدم الدكتور سعيد السريحي ورقة حملت عنوان «حركة الحداثة.. البحث عن مظلة». وحملت ورقة الدكتور سعد البازعي «نص الصحراء ومصائر الحداثة» عودة لمفهوم ثقافة الصحراء التي تناولها في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه. وتضمنت الجلسة ورقة بعنوان «تيار الممانعة لأدب الحداثة»، قدمها محمد أبوملحة.