أعلنت حركة «طالبان» في بيان أصدره مجلس الشورى التابع لها، كعادتها مع بدء ذوبان الثلوج في أفغانستان، أنها ستبدأ اليوم «هجوم الربيع» ضد القوات الحكومية والأجنبية. وأطلقت على الحملة اسم «خالد بن الوليد»، تيمناً بالقائد العسكري المسلم الذي هزم امبراطورية الروم في معركتي اليرموك ودمشق. تزامن ذلك مع ذكرى دخول أحزاب «المجاهدين» إلى العاصمة كابول العام 1992، بعد نحو عقد ونصف عقد من قتالها الحكومة الشيوعية وقوات الاتحاد السوفياتي السابق التي غزت البلاد نهاية 1979. وأكدت الحركة التي عيّنت قبل نحو أسبوعين الملا شيرين قائداً عسكريا جديداً، وأجرت تغييرات في بنيتها كي تتلاءم مع الأوضاع السائدة، أن عملياتها «ستركز على استهداف كابول، واستكمال تطهير باقي المناطق من سيطرة المحتلين وعملائهم الداخليين المفسدين، تمهيداً لبسط سيطرتنا وتطبيق الشريعة الإسلامية». وأورد بيان الحركة أن «العمليات ستشمل تكتيكات عسكرية جديدة ينفذها جهاديون نافذون لقتل الغزاة الأجانب داخل مراكزهم»، في إشارة إلى خلايا نائمة لها أو متعاطفين معها في صفوف القوات الحكومية. كما هددت بتنفيذ عمليات انتحارية جماعية تطاول قواعد للحلف الأطلسي (ناتو) ومقارّ ديبلوماسية وقواعد جوية. وطالب البيان مقاتلي الحركة بالحفاظ على أرواح المدنيين خلال العمليات، مع مناشدة المواطنين الابتعاد عن مراكز الجيش الأفغاني والقوات الأجنبية وأماكن سكن عناصرها لتفادي أي أذى. وعرضت «طالبان» العفو عن الموظفين المنشقين من كل الأجهزة والدوائر الحكومية ومنحهم الأمان، وأوصت بإبعاد الشبان عن القوات الحكومية والشركات الأمنية التي وصفتها بأنها «عميلة للولايات المتحدة». ولم يتطرق البيان إلى مفاوضات مع كابول أو حل سلمي للصراع، في وقت ترفض الحركة أي حوار مع الرئيس حميد كارزاي. وكانت محادثات ثلاثية اجريت في بروكسيل الأسبوع الماضي بين كارزاي وقائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق برويز كياني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقر «الناتو» فشلت في تحقيق تقدم، إثر تبادل الجانبين الأفغاني والباكستاني الاتهامات حول حوادث أمنية في البلدين. ورغم إعلان باكستان استعدادها لتسهيل عملية سلام في أفغانستان، تريد واشنطنوكابول أن تجبر إسلام آباد «طالبان» على الاعتراف بالدستور الأفغاني وإلقاء السلاح والتفاوض مع حكومة كارزاي، في مقابل الحصول على حقائب وزارية في المستقبل، وهو ما ترفضه الحركة. ميدانياً، قتل 4 مسلحين لدى محاولتهم زرع عبوات ناسفة في لقمان (شرق)، وآخران في عمليات أمنية شملت ولايات بقلان وقندز، وقندهار وخوست وباكتيا. وأطلق خاطفون يشتبه في انتمائهم إلى «طالبان» 8 خبراء ألغام افغان احتجزوا قبل أربعة أيام في ولاية قندهار (جنوب). وتحتجز الحركة منذ أسبوع 8 أتراك وروسياً وقرغيزياً، بعدما اضطرت مروحيتهم المدنية إلى الهبوط اضطرارياً في ولاية لوغار (شرق).