كابول، روما، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - تظاهر بين ألفين و3 آلاف أفغاني أمام قاعدة بغرام العسكرية الأميركية في افغانستان قرب كابول أمس، احتجاجاً على حرق جنود اجانب في القاعدة عدداً كبيراً من الوثائق الاسلامية، بينها مصاحف عثر عمال القمامة على بقاياها لدى نقلها الى الخارج. ورشق المحتجون الذين رددوا «فليسقط الاجانب» بوابة قاعدة بغرام بزجاجات حارقة، فيما القت مروحيات قذائف ضوئية لمحاولة تفريقهم وارسلت وزارة الداخلية الافغانية تعزيزات امنية الى المكان، علماً ان القاعدة تضم أيضاً سجناً تحتجز فيه القوات الأميركية افغاناً تزعم تقارير انهم يتعرضون لتعذيب وسوء معاملة داخله. كما تجمع حوالى 500 شخص في كابول قرب اكبر قاعدة للحلف الاطلسي على طريق جلال اباد، قبل ان يتفرقوا بسرعة. واعتذر قائد الحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي جون ألن الى «شعب افغانستان الشريف» عن الحادث «غير المقصود»، والذي اعلن فتح تحقيق في شأنه يهدف ايضاً الى تأكيد حرق مصاحف تحديداً. وهدف ذلك الى احتواء الغضب من الواقعة التي يمكن ان تحدث أزمة علاقات عامة، في وقت يسعى الجيش الأميركي الى تهدئة قبل انسحاب القوات الاجنبية المقاتلة من افغانستان بحلول عام 2014. وأكد الجنرال الن ان قيادة الحلف «تدخلت فوراً لتوقيف ما حصل»، متعهداًَ اتخاذ كل الإجراءات اللازمة كي لا يتكرر، وبينها تكليف السلطات الدينية المعنية مهمة التعامل مع هذه الوثائق. وتابع: «أشكر الأفغان الذين ساعدونا في كشف هذا الخطأ وفي تصحيحه فوراً».ودأب جنود «الناتو» على ارتكاب عمليات لتدنيس مصاحف، وتنفيذ تصرفات مشينة اخرى في نظر الإسلام في افغانستان، ما تسبب في اندلاع تظاهرات عنيفة. الى ذلك، قتل 3 جنود إيطاليين في حادث سير تعرضوا له خلال تنفيذهم مهمة إنقاذ وحدة عسكرية عالقة بسبب الظروف الجوية السيئة في منطقة شينداد جنوب هيرات (غرب). وسقط جندي ألباني وجرح اثنان آخران بعدما أطلق شرطيون أفغان النار عليهما في الجنوب. وهو الجندي الألباني الاول الذي يقتل في افغانستان، حيث تنشر ألبانيا 260 عنصراً. اتصالات كارزاي على صعيد آخر، شدد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في مكالمة هاتفية اجراها مع رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني، على أهمية إسلام آباد بالنسبة الى عملية السلام في بلاده، ودعاها الى المساعدة في تعزيز المصالحة الأفغانية. واطلع الرئيس الأفغاني رئيس الوزراء الباكستاني على نتائج اجتماعاته مع القيادة السياسية الباكستانية خلال مشاركته الأخيرة في القمة الثلاثية التي جمعت في اسلام آباد الاسبوع الماضي زعماء كل من باكستان وايران وافغانستان. ووصف كارزاي هذه اللقاءات بأنها «مفيدة وبناءة». وأبلغ جيلاني الرئيس الأفغاني أن بلاده ستدعم بإخلاص عملية سلام في أفغانستان بقيادة كابول، علماً ان العلاقات بين كابول واسلام اباد تتسم بانعدام الثقة، لكن الجانبين نفذا مبادرات في اتجاه المصالحة بهدف تسهيل المحادثات مع «طالبان» التي يعتقد بأن باكستان تملك تاثيراً عليها. جاء ذلك بعد مناقشة كارزاي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي آخر مجموعة قضايا، أهمها عملية المصالحة في افغانستان، ونتائج قمة إسلام آباد. وافاد بيان اصدره البيت الابيض ان «الرئيسين اتفقا على اجراء مزيد من المحادثات قريباً كي يظلا على توافق تام مع مواصلة البلدين جهودهما التي تهدف الى تحقيق اهداف مشتركة والعمل على ابرام شراكة طويلة المدى». وفي حديث لقناة «اس بي اس» التلفزيونية الاسترالية، كرر الرئيس كارزاي بأن حكومته تجري محادثات يومية مع «طالبان» عبر وسطاء، علماً ان الحركة نفت تصريحات مماثلة لكارزاي الاسبوع الماضي. وقال: «نعم تحدثت الى زعيم طالبان الملا محمد عمر لكن ليس شخصياً، بل عبر وسطاء»، مضيفاً: «لم تعد أفغانستان موضوع المحادثات أو القضية، بل باكستان أيضاً، لتحقيق السلام والاستقرار فيها».