كابول - أ ف ب، رويترز – اعلن الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، حسم اشتباكات استمرت 12 ساعة مع 4 مسلحين من حركة «طالبان» هاجموا فندق «سبوزماي» في منطقة قرغة المحاطة ببحيرة قرب العاصمة كابول، ما اسفر عن مقتلهم و18 شخصاً آخرين على الاقل. ورأى الحلف في بيان ان «عمليات المتمردين تثير ضجة، لكننا نتساءل عن اهميتها العسكرية، باستثناء تأثيرها النفسي المهم بالتأكيد». وقال رئيس اللجنة العسكرية للحلف الجنرال الدنماركي كنود بارتلز خلال زيارته ليتوانيا: «اشعر بتفاؤل حذر في شأن تطور الوضع العسكري في افغانستان». وزاد ان «75 في المئة من السكان تحت حماية القوات الحكومية، فيما بقيت سنتان ونصف سنة لتوليها مسؤولية الأمن بالكامل». لكن الهجوم الجديد شكل تصعيداً في اعتداءات نفذتها «طالبان» خلال الاسابيع الأخيرة في كابول، وآخرها في 2 ايار (مايو) الماضي، حين استهدف مقاتلو الحركة نزلاَ يسكنه اجانب وسط كابول، فسقط 7 قتلى، بعد ساعات على زيارة للرئيس الأميركي باراك اوباما كابول فجأة، من اجل توقيع اتفاق شراكة استراتيجية. وكررت «طالبان» بالتالي تحديها للحماية الامنية الخاصة التي تحظى بها العاصمة الافغانية، وذلك بتأكيد قدرتها على تكثيف اعمال العنف، مع استعداد قوات الحلف للانسحاب من افغانستان بحلول نهاية 2014. واكتظ فندق «سبوزماي» بنخبة من عائلات كابول الثرية التي دعيت الى حفلة زفاف لدى شن الهجوم ليل الخميس - الجمعة. ونجح انتحاري بتفجير سترته الناسفة، ثم احتجز رفاقه المسلحون ببنادق «كلاشنيكوف» وقاذفات صواريخ، رهائن كثيرين حُرِر 40 منهم، قبل اعلان انتهاء المعارك بدعم من قوات «الأطلسي» ظهر أمس، علماً ان نزلاء قفزوا الى البحيرة في جنح الظلام هرباً من المسلحين. وافادت وزارة الداخلية بأن «17 مدنياً وشرطياً واحداً قتلوا، فيما جرح خمسة آخرون بينهم شرطي». اما الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد فصرح بأن «المجاهدين هاجموا فندق سبوزماي لأن اشخاصاَ بارزين من السفارات والناتو والحكومة يجتمعون فيه كل يوم خميس للمشاركة في حفلات صاخبة». واعتبر الجنرال جون الان قائد قوات «الناتو» في افغانستان ان الهجوم يحمل بصمات «شبكة حقاني» المتحالفة مع «طالبان»، مندداً ب «مواصلتها استهداف ابرياء وقتلهم وانتهاك سيادة افغانستان انطلاقاً من باكستان» التي ترفض هذه الاتهامات. وندد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بالهجوم، معتبراً انه «يثبت هزيمة العدو»، رغم انه اقرّ اول من امس بأن حكومته والحلفاء الغربيين اخفقوا في تحقيق السلام في بلاده. وقال: «لا تنعم ارضنا بالأمن، ولن يكون مواطنونا آمنين في منازلهم، إذ لم تستطع الحكومة أو القوات الأجنبية التي تقاتل الارهاب ارساء الأمن».