يستخدم وقود مكرر من نفط إيراني في تشغيل آلاف الرحلات الجوية السنوية من مطار دبي بصورة قانونية على رغم من الضغوط الاميركية على المشترين لتجنب صادرات المنتجات البترولية الإيرانية. وربما يشغل ذلك الوقود أيضا طائرات حربية مقاتلة أميركية في الشرق الاوسط. وقلصت واشنطن والاتحاد الأوروبي صادرات النفط الايراني الى النصف خلال العام الماضي بالضغط على الدول المستوردة لايجاد بديل. وفي الوقت نفسه تواصل دبي - وهي حليف مقرب من الولاياتالمتحدة ومستهلك كبير للنفط الايراني الخفيف المعروف بالمكثفات - معالجة عشرات الآلاف من البراميل يوميا في مصفاة شركة بترول الامارات الوطنية (اينوك) وفقا لمصادر في صناعة النفط وبيانات ملاحية. وتضخ اينوك الوقود الناتج الى مطار دبي ثاني أنشط مطارات العالم. ورفض الرئيس التنفيذي لاينوك التعليق هذا الاسبوع على كمية النفط الايرانية التي لا تزال الشركة تستوردها ولم ترد العلاقات العامة لاينوك على طلبات متكررة للتعليق. ويحظر على الشركات الاميركية والاوروبية شراء أي منتجات نفطية ايرانية مكررة بموجب عقوبات مشددة فرضتها واشنطن لاجبار طهران على وقف انشطتها النووية. لكن يمكن لشركات الطيران استخدام وقود مكرر من نفط ايراني في دول اخرى لأنه بمجرد تكريره في مصاف خارج إيران لم يعد يعتبر من منشأ ايراني بموجب العقوبات. وقال مسؤول بالحكومة الأميركية في واشنطن "في رأينا وقود الطائرات من مصفاة اماراتية هو وقود طائرات اماراتي .. انه ليس ايرانيا بغض النظر عن النفط الذي صنع منه." وتقول اينوك انها اكبر مورد لوقود الطائرات في مطار دبي الدولي وان محفظتها تضم عددا متناميا من الزبائن العسكريين. وأحد هؤلاء الزبائن هو وكالة النقل والامداد الدفاعية الاميركية التي تزود الطائرات بالوقود في قاعدة المنهاد الجوية قرب دبي وهي مركز للقوات الأميركية في الشرق الاوسط. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية "ادارة الطاقة بوكالة النقل والامداد الدفاعية تبرم صفقات مع وحدة المبيعات الدولية في إينوك لتوريد وقود الطائرات لقاعدة المنهاد الجوية. منح العقد في آب/اغسطس 2011 وينتهي في آب/اغسطس 2013." ولم يتضح ما اذا كان بعض الوقود الذي تورده اينوك بموجب العقد مع الوكالة يأتي من مصفاة اينوك في جبل علي قرب دبي. وقال مصدر في حكومة غربية ان اينوك تشتري ايضا بعض الوقود المكرر في مصافي البحرين والكويت. ولم تعلق اينوك بشأن ما اذا كان بعض أو كل الوقود الذي تزود به الوكالة الدفاعية الأميركية ينتج في جبل علي. لكن موقع اينوك على الانترنت يقول ان اغلب وقود الطائرات الذي تزود به المطار يضخ عبر خط للانابيب ينقل 60 الف برميل في اليوم من المصفاة وإن الطلب في أسرع مطارات العالم نموا يرتفع لدرجة أنها تمد خط انابيب ثانيا. وذكرت تقارير اعلامية ايرانية ان الجمهورية الاسلامية الإيرنية صدرت ما قيمته نحو 7.5 مليار دولار من المكثفات من منشأتها الرئيسية للتصدير في بارس الجنوبي في العام المنتهي في 20 آذار/ مارس 2013. وكانت اينوك أكبر مشتر للمكثفات الايرانية في 2012 عندما ارتفعت وارداتها الى ما متوسطه 127 ألف برميل يوميا وفقا لتقديرات محللين. ويعطي أمر تنفيذي صدر في 31 تموز/ يوليو 2012 الرئيس الاميركي باراك اوباما خيار فرض عقوبات على مشترين للمكثفات الايرانية إذا اعتقدت الولاياتالمتحدة أن هناك إمدادات بديلة كافية تسمح بخفض كبير في الواردات من إيران.