في 1992، في أثناء، تنظيم المعرض الدولي بإشبيلية ودورة الألعاب الأولمبية ببرشلونة، خططت قيادة «إيتا»، على زعمها، «لتركيع الدولة»، بواسطة المتفجرات. وفي آذار (مارس) من العام نفسه اعتقل قائد «إيتا» فرنشيسكو وجيكا غارفينديا في فرنسا. فغرقت المنظمة في أزمة لم تخرج منها حقاً، وحملتها، في كانون الثاني (يناير) 1995، على الغلو، وعلى اللجوء إلى مهاجمة «العدو السياسي» غير القومي وقتله. وتحتفل المنظمة الإرهابية، اليوم، بعيدها الخمسيني. فأراد قادتها أن يكون الاحتفال مدوياً وهجومياً. وقد تنجح بعض العمليات في إصابة أهدافها، على ما حصل في 30 تموز (يوليو) بجزر الباليار، وتقتل شرطيين. ولكن الثابت هو أن الفرق التي تتولى العمليات تعتقل غالباً قبل نصبها كمينها، وقلّما يبقى القادة العسكريون أشهراً معدودة وقليلة في مناصبهم، على ما يقول قادة مكافحة الإرهاب. ويبلغ عدد المعتقلين 750 نصيراً وناشطاً. وغداة «جمعية عمومية»، هي حقيقة مجموعة لقاءات على انفراد بين الناشطين وبين المعتقلين، انتهت في أواخر 2008، أقرت قيادة «إيتا» خطة خمسية لا تلحظ التخلي عن الكفاح المسلح. فهذا هو طريق القيادة الوحيد الى «حل حواري»، أو عملية سلام قائمة على المفاوضة. وستشرق ناشطو «إيتا» في الأعوام الآتية طريقين جديدين. فخطتهم الاستراتيجية تتوقع إنشاء «رابطة وطنية» أو «قطب سيادي». فالحلف الشعبي ليس غاية عملية السلام، وهو أداة على طريق الاستقلال، على قول قادة «إيتا». ولا تريد المنظمة إخلاء المكان لليسار القومي، أو التخلي عن مراقبة الحركة الاستقلالية المسلحة. ويحول هذا دون إقرار اليسار بأن الكفاح المسلح «عبء ثقيل». وفي أثناء «الجمعية العمومية»، عالجت بعض التوصيات المكتوبة مسألة ضم حزب الباسك القومي، وهذا تولى الحكومة الذاتية في 1980-2009، إلى الحركة الاستقلالية بواسطة عمليات «عسكرية». ويذهب قادة «إيتا» الى أن الحزب القومي «فاسد» كله، ولا مناص من مهاجمته وضربه. فهو يتحمل المسؤولية عن خنوع شعب الباسك، وعن إنكار حقوقه وإهدارها. وترمي القيادة الإرهابية الى تعميق تناقضات المنظمة القومية. فهي، من ناحية، تسعى الى توثيق علاقاتها بالجناح السيادي، وحمله على تجاوز الإدارة الذاتية إلى الاستقلال التام. وتخطط، من ناحية أخرى، للقيام بعمليات موضعية تضرب الأطراف التي تميل الى اسبانيا وتتعاون مع مدريد، وتتوسل الرسائل المفخخة والمتفجرات والإعدامات. ولا يزال هذا في دائرة التخطيط. وطوال تاريخها استبقت «إيتا» الأفعال التي عزمت على ارتكابها بصوغها وثائق مكتوبة. * مراسل، عن «إل باييس» الاسبانية، 31/7/2008، إعداد و.ش.