سلّم السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي أمس وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتعلق بالباخرة «لطف الله-2»، والتحقيقات في شأنها. وقال علي إن «سورية مهتمة بالوصول إلى نتائج سريعة حول السلاح والمسلحين وداعميهم»، مؤكداً أن بلاده «تسجل تقديرها لقيادة الجيش وللأجهزة الأمنية التي ضبطت هذه الباخرة والشحنات اللاحقة وعمليات التهريب وشبكات المسلحين، وتتمنى متابعة دائبة لضبط هذه الخروق التي تشكل خطراً على سورية وعلى لبنان، ولمستم انعكاسات ذلك على الساحة اللبنانية في المرحلة الأخيرة». ونفى أن تكون رسالة المعلم رداً على تصريح رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول رسالة السفير بشار الجعفري، وقال: «أعلنت الحكومة اللبنانية والجهات الرسمية ضبط الباخرة «لطف الله 2» ومحتوياتها والمخاطر التي تشكلها والأسلحة المتطورة التي فيها، كما اهتمت بها كل الجهات المعنية في لبنان، وما جاء في رسالة الجعفري هو ترجمة لوقائع أشارت إليها الجهات المعنية في لبنان والباخرة هي واحدة من هذه العناوين». وعن اتهام قطر والسعودية بالوقوف خلف باخرة «لطف الله 2»، والتحقيقات في هذا الشأن، أجاب علي: «لم نتهم بهذه الصيغة، إنما قطر والسعودية وبلسان وزيري خارجية البلدين أعلنا تبني دعم المسلحين وتمويلهم ودعم المعارضة ورعايتها، وأظهرت التحقيقات في لبنان وغيره أنّ هناك جهات تمويل ورصد، وهناك مخاطر من تنظيم القاعدة ومتطرّفين بأسماء مختلفة»، وأضاف: «هذه النتائج الإجرامية البشعة والوحشية التي تظهر على الشاشات هي من نتائج هذا التمويل والتسليح وهذا الاحتضان لهذه البيئة الإجرامية التي تهدد امن المنطقة وليس أمن سورية فقط». وأشار الى ان التنسيق قائم بين وزيري الخارجية في لبنان وسورية وبين الجهات المعنية في البلدين في ما خص موضوع اللبنانيين ال11 الذين خطفوا في حلب. وقال: «الجهة الخاطفة أعلنت نفسها، وأنتم أعلنتم عنها. بتقديري الخيوط أصبحت واضحة، ونرجو أن تنجلي هذه الصورة وان تصل الى نتائج طيبة». حادث عرسال وعن حادثة عرسال فجر امس التي ذهب ضحيتها شاب لبناني برصاص القوات السورية، أجاب علي: «كنا نبهنا الذين يتوافدون تحت غطاء الحالات الإنسانية والتحريض من منظمات دولية وجمعيات خيرية، تحت هذا الغطاء يأتي متطرفون وإرهابيون وقتلة ويعلنون على الأرض اللبنانية وبوسائل الإعلام اللبنانية والدولية أنهم ارتكبوا مجازر بحق سوريين أبرياء وفاخروا بأنهم قاموا بقتل إخوانهم بالسكاكين. مثل هذا الأمر يجب أن يتنبه إليه كل غيور على لبنان وسورية». وكان قتل عبدالغني الجباوي وجرح شقيقه حسن الجباوي وكل من نايف عودة وعبدالله عودة وأحمد عبدالحي نتيجة إطلاق القوات السورية النار عليهم خلال وجودهم في منطقة تعرف بوادي أم عيون شمال منطقة مشاريع القاع الواقعة على الحدود اللبنانية - السورية. وتضاربت المعلومات الأمنية حول أسباب الحادث الذي قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري إنه «خرق للسيادة اللبنانية واعتداء على الأهالي من قوة من الجيش السوري كانت كمنت للبنانيين المذكورين واطلقت النار عليهم أثناء ممارستهم هواية صيد الأرانب»، وأكد «أن الجنود السوريين كانوا في الأرض اللبنانية، ونصبوا مكمناً للمجموعة»، في حين أشار مصدر أمني إلى أن الحادث تم خلال عملية تهريب وقتال بين مجموعة لبنانية وقوات سورية حدودية عند الحدود المتداخلة.