نظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لقاء ثقافياً بعنوان: «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي» شارك فيه نحو 70 متحدثاً ومتحدثة، كان بعضهم مغردين وآخرين أكاديميين وبعضهم يجمع الصفتين. وبحسب المدير العام للبحوث والنشر في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فإن معظم المشاركين هم من فئة الشباب الفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعية، وأنه تم اختيارهم بناءً على أعداد متابعيهم الكبيرة، الذي يرى أنها «النقطة الأهم»، إذ يمكن للمشارك أن ينقل الحوار إلى متابعيه في «تويتر». لكن كيف رأى المغردون هذا الملتقى؟ وكيف تفاعلوا معه في هاشتاق «حوار المغردين الثقافي»؟ ولماذا حضرت السلبية حتى مع وجود عدد كبير من المغردين أصحاب المتابعة العالية في تويتر؟ بندر الدامر (85 ألف متابع) وأحد المشاركين في المؤتمر، ربط سلبية بعض المغردين في «الهاشتاق» تجاه المؤتمر بصورة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في أذهانهم «البعض يعتقد أنها جهة حكومية مشرّعة أو بيدها قرار، بينما المركز هو للحوار الوطني فقط». وعن الأفكار التي طُرحت في المؤتمر قال الدامر: «هناك من أعاد نقطة ربط الهوية ب«تويتر» إلى السطح، وهذا جهل منه لأن فعل ذلك تقنياً مستحيل». وأضاف أن هذا الملتقى ليس للسيطرة على الأفكار بل «لعرض الآراء، أما الفوقية التي يعمل بعها بعض الأكاديميين ومديري الصحف سيتجاوزها الفكر الجديد». وعلّق على التغريدات التي انتقدت حديث بعض الحضور في المؤتمر عن الحريات في «تويتر»: «الحرية مسؤولية وتستطيع أن تغرد بما تشاء، لكن لا تشتم أحداً ولا تجرح ولا تخُن، ويجب أن تكون لغة القانون بين المغردين هي السائدة كما هي في الشارع». وعن وجود الأكاديميين بين المغردين في الملتقى: «بعضهم متحفظ على هذه المواقع الاجتماعية وعلى ما تطرح، لأن معرفته بها محدودة». فيما قالت أماني العوامي إحدى المشاركات في المؤتمر إن المداخلات الأكاديمية «كانت إحصائية وربما مهمة». وأضافت: «المغردون تحدثوا بحُرية، تحدثنا عن أن الشباب في تويتر يريدون أن يتحدثوا ويغردوا من دون أن يكفروا أو يخونوا»، وشعرت بأن الحوار كان يخص «تويتر» فقط وليس جميع شبكات التواصل الاجتماعية، فهو «إن دلّ على شيء، فعلى عظمة هذا العصفور الأزرق». وعن طريقة الحوار التي كانت عبارة عن مداخلات، كل مداخلة ثلاث دقائق كحد أقصى في كل محور، ولا يحق لمشارك أن يعلق على رأي آخر، رأت العوامي أن «الكلام كان مجهزاً من قبل، ليس للنقاش فقط، بل إبداء للرأي، وعللوا ذلك بأنهم لا يريدون أن يشخصنوا المواضيع، وربما بسبب أن العدد كبير جداً». فيما قالت الهنوف العبداللطيف إحدى المشاركات في المؤتمر: «إن المؤتمر كان جيداً على رغم الحديث الأكاديمي البحت لبعض الأكاديميين المشاركين الذي كان من المفترض أن يلامس الواقع». الهنوف أضافت أن مشاركتهم - شباباً - كانت لتقليل هجوم بعض أفراد المجتمع على «تويتر» «وتبيان أهميته بالنسبة لنا شباباً وللمجتمع». أما عن طريقة المداخلات والمشاركة في المؤتمر فقالت: «للأسف لم يكن هناك أخذ وعطاء، فقط أوراق تقرأ». المدونة هناء الحكيم إحدى المشاركات في المؤتمر كتبت أن هناك نقاطاً تشارك فيها المتحدثون «ضرورة الاهتمام بالهاشتاقات التي شارك فيها آلاف المغردين لاستطلاعات الرأي، وسن قوانين تحكم الأخلاقيات في شبكات التواصل». وأضافت أن نسبة الصراحة والكلام بلا قيود كانت مرتفعة في شكل ملحوظ. فيما علّقت على أن مفردة «حوار» غير دقيقة «الذي كان يحدث هو إدلاء بالآراء فقط، وبرأيي الحوار لن يكون حواراً بمعنى الكلمة إذا قام به 70 شخصاً دفعة واحدة»، وطالبت بإقامة ورش عمل من أجل حوار حقيقي.