قدمت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، لقاء «المغردين الإماراتيين»، الأول من نوعه في الإمارات، في مسرح مكتبة دبي الطوار العامة. وأحيط الملتقى باهتمام كبير وبإقبال جماهيري، لا سيما من الإماراتيين الشباب باعتباره حدثاً يجاري صعود تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات، خصوصاً «تويتر». وقال المغرّد ضرار بالهول: «نلتقي هنا مع من عرفناهم في العالم الافتراضي فقط، لذا أردنا أخذ تواصلنا إلى أبعد مدى، لنتحاور بحميمية وطنية وبكل حرية ولدعوة الرأي والرأي الآخر». أما سالم حميد، رئيس مركز المزماة، فيقول إن التركيز كان «على الثوابت الوطنية، والشأن الإماراتي وعلاقته بالعالم العربي والعالم ككل، وستستمر المحاضرات وورش العمل خلال الأسابيع المقبلة، إضافة إلى مسابقات «المغرّد المتميز» للارتقاء بأسلوب الحوار وتوفير واجهة إعلامية مشرفة لبلادنا». وتشير الدراسات إلى تزايد المغردين الإماراتيين من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية خلال السنة الأخيرة. ويشير الباحث أحمد المنصوري، الذي عرض دراسة في الملتقى، إن 59 في المئة من مغردي الإمارات إناث، وأن حوالى 70 في المئة من المعنيين بالدراسة تتراوح أعمارهم بين 21 و40 سنة. ويضيف: «بات تويتر يفتح الشهية البحثية في الإمارات، ووجدنا أن 87 في المئة من المغردين الإماراتيين مستخدمون حديثون، أي منذ أقل من سنة، فيما كانت أولى المشاركات الإماراتية فيه عام 2006، لتتسع رقعة الفضول ببطء حتى 2010، واللافت أن 94 في المئة يدخلون حساباتهم يومياً، و28 في المئة منهم من ذوي الاستخدام القليل (Light Users)، فيما 39 في المئة يمضون ساعتين إلى 3 ساعات يومياً على تويتر، و29 في المئة يقضون أكثر من 4 ساعات يومياً (Heavy users)». ويبدو أن الإماراتيات أكثر تحفظاً في الإعلان عن أنفسهن على «تويتر»، لاعتبارات اجتماعية وعائلية، لكن نسبة كبيرة من المستخدمين الإماراتيين يستخدمون أسماءهم الحقيقية وصورهم. وبحسب دراسة المنصوري، أكد 64 في المئة من المشاركين فيها بأن «تويتر» ساهم في رفع سقف حرية التعبير في الدولة، ورأى 70 في المئة إن ما يجري في «تويتر» لا ينحصر في العالم الافتراضي بل يؤثر في الواقع. وتبيّن إن الفئة التي يُقبل المغردون الإماراتيون على متابعتها تتمثل في حسابات الكتّاب والمفكرين والأكاديميين والروائيين الذين حصلوا على 62 في المئة، ومن بعدهم الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل، وفي المرتبة الثالثة حسابات الخدمات الإخبارية والصحف والقنوات التلفزيونية بنسبة 57 في المئة، وحسابات نجوم الفن والرياضة حصدت 50 في المئة، وأخيراً حسابات نشطاء حقوق الإنسان بنسبة 40 في المئة. ولعل اتساع آفاق الحرية في العالم الافتراضي، وأجواء الثورات العربية، تشكل دافعاً أساسياً في تنامي المتابعة لموقع «تويتر» في الإمارات. إلا أن كثيرين في مواقع مسؤولية يتوجسون في ما يتعلق بأخلاقيات الاستخدام، وبدأت نسبة معتبرة من المراقبين تطالب بتطبيق الأحكام والقوانين السترية على الإعلام، بينما يعتبر آخرون إن «التعبير الحر» في «تويتر» غيره فوق تلك الاعتبارات.