اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد ب"تدمير مئذنة الجامع العمري" في مدينة درعا جنوب البلاد، والذي يتمتع بقيمة دينية وأثرية، وخرجت منه قبل عامين أولى التظاهرات المطالبة برحيل النظام. وعرض ناشطون معارضون على شبكة الانترنت أشرطة مصورة تظهر تعرض مئذنة الجامع الأثري، الواقع في المدينة القديمة للقصف أمس السبت، قبل أن تهوي وتتحطم. وذكر المجلس الوطني السوري أن "نظام الهمجية المنفلتة قصف بالدبابات مئذنة الجامع العمري، ليصيب مكاناً حافلاً بالرموز الحضارية والروحية والإنسانية". وأشار المجلس إلى أن الجامع هو "أول مكان احتضن الثورة السورية وهي في مهدها، من أبوابه خرجت الموجة الأولى من مظاهرات العزة والكرامة، وعلى جدرانه سقط أول الشهداء، وعلى بساطه عولج أول الجرحى". واعتبر المجلس أن هذه "الجريمة النكراء تزيد لدى السوريين العزم على الخلاص من نظام لا يمت إلى الحضارة والإنسانية بصلة"، داعياً "كل عربي ومسلم وكل من ينتمي إلى الحضارة الإنسانية إلى مواجهتها بالغضب والاستنكار الشديد والإدانة الصادقة". من جهتها، اعتبرت لجان التنسيق المحلية أن "هذا العمل الهمجي يضيف جريمة جديدة إلى قائمة جرائم الأسد، الذي لم يدمر أحجاراً فقط، إنما دمر تراثاً دينياً وتاريخياً يعتز به الشعب السوري". وأشارت إلى أن المسجد "قيمة دينية في حد ذاته، وهو رمز سياسي بالغ الأهمية لحركة الثورة السورية كلها، فعلى منبره ألقى شيخ الثوار أحمد الصياصنة أولى كلمات الثورة ومن رحابه انطلقت أولى تظاهرات الكرامة والغضب". واعتبرت أن "بشار الأسد وفريقه الإجرامي، باتوا يشكلون خطراً جدياً لكل الوجود الحضاري والإنساني على الأرض السورية، ومن حق السوريين الدفاع وبكل الوسائل الممكنة، عن هذا الوجود وجميع ما ينبع عنه من مفاهيم عميقة وقيم كبرى".