طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» – وصفت إيران أمس، العقوبات المفروضة عليها بسبب رفضها وقف برنامجها النووي، بأنها «تافهة»، ودعت الغرب إلى إجراء «مراجعة جذرية لسياسته» واعتماد «سياسة التفاعل» معها. ويُرجَّح أن يُصدر محمد البرادعي المدير العام المنتهية ولايته للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقريره الاخير عن البرنامج النووي الإيراني خلال الأسبوع الحالي. وكانت ايران سمحت للوكالة بزيارة مفاعل آراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل، للمرة الاولى منذ سنة، كما اتاحت تعزيز المراقبة في منشأة ناتاتز لتخصيب اليورانيوم. وسئل الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي عما اذا كانت زيارة مفاعل آراك تعني تغييراً أو تحسناً في علاقات إيران مع الوكالة، فأجاب ان «موقف طهران حول نشاطاتها النووية السلمية، واضح وشفاف تماماً». وأضاف: «كل نشاطاتنا النووية هي في إطار الوكالة ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والبرادعي يؤكد دائماً تعاون إيران مع الوكالة. سنواصل مسيرة تعاملنا مع الوكالة مستقبلاً، وما ذُكر أخيراً كان في الإطار ذاته». وأوصى قشقاوي الغرب بأن «يعيد النظر في شكل جذري في سلوكه تجاه ايران، وأن يبدل أسلوب المواجهة والعقوبات في الملف النووي، معتمداً سياسة التفاعل». وأضاف ان «التجربة السابقة تدل على تفاهة العقوبات التي لا تمنعنا من الدفاع عن حقوقنا الشرعية. والمقاطعة كانت تجربة فاشلة». وانتقد قشقاوي المستشارة الالمانية انغيلا مركل التي اشارت الى احتمال فرض عقوبات على ايران في قطاع الطاقة، اذا فشلت المحادثات النووية. واعتبر تصريحاتها «تدخلاً في الشؤون الداخلية لإيران، وتكرارها لن يكون مثمراً»، موصياً إياها ب «اتخاذ مواقف واقعية، بدل تناول قضايا لا أساس لها». ومن المقرر ان تقوّم الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا)، الملف النووي الايراني في اجتماع يُعقد في نيويورك في 2 ايلول (سبتمبر) المقبل. في السياق ذاته، قال كاظم جلالي مقرر لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، ان رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي حضر اجتماعاً للجنة و «قدم توضيحات حول آخر المستجدات في شأن نشاطات ايران النووية». وأضاف ان صالحي أكد انه سيتابع مطالب اعضاء اللجنة حول «الاسراع في تشغيل مفاعل بوشهر النووي». في باريس، رد الناطق باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه على تصريحات قشقاوي، مشيراً الى ان الدول الست «ضاعفت جهود الحوار في السنوات الاخيرة، بما في ذلك الشهور الماضية التي اعقبت انتخاب الرئيس (الأميركي) باراك اوباما». وقال ان «ايران تجاهلت هذه الجهود حتى الآن، ولا تزال ترفض تطبيق قرارات مجلس الامن. وبمواصلة نشاطاتها الحساسة منتهكة بذلك هذه القرارات، لا تترك إيران للأسف للأسرة الدولية خياراً غير مواصلة زيادة الضغوط للتوصل الى حل تفاوضي». وأضاف: «في اطار مقاربتنا المزدوجة التي تجمع بين الحوار والحزم، ثمة فرصة لإيجاد تسوية عبر التفاوض، وعلينا استغلالها. لكن على إيران ان تختار بين التعاون والعزلة».