جددت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي مطالبتها بضرورة أن تكون «عملية تشكيل الحكومة لبنانية بحت»، وذلك بعد زيارتها امس الرئيسَ المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في منزله. وأفاد المكتب الإعلامي لسلام، بأن الجانبين «بحثا في العلاقات الثنائية والوضع السياسي والأمني في لبنان»، فيما وزعت السفارة الأميركية بياناً حول اللقاء جاء فيه «أن كونيللي هنأت سلام على تكليفه، مشيرة إلى أنها خطوة أولى إيجابية ضمن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة. وأعادت تأكيد موقف الولاياتالمتحدة بأن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعمل على تعزيز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله، فيما يقوم بالوفاء بالتزاماته الدولية. وشجعت العمل المتواصل لقادة لبنانيين يعملون بمسؤولية من أجل التمسّك بالأطر القانونية والدستورية في لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها». وجددت كونيللي، وفق البيان «التزام الولاياتالمتحدة بلبنان مستقر، سيد ومستقل». وزارت كونيللي برفقة مساعد المبعوث السابق للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجرى عرض للأوضاع، في حضور المستشار الإعلامي لبري علي حمدان. وفي المواقف من تشكيل الحكومة، رأى وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل «ان الإجماع على اختيار الرئيس المكلف تمام سلام يعكس الرغبة بالعودة الى منطق الوحدة»، وأمل خلال تمثيله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في احتفال امس بأن «يستمر العمل الجاد لتسهيل عمل الرئيس سلام للوصول الى حكومة الوفاق الوطني والى حكومة التوافق والتلاقي بين الجميع والى ان نصل معاً الى رسم الخطط والبرامج لجعل هذه الفرصة فرصة عمل حقيقي في سبيل الخروج من الازمات التي تحيط بنا». واعتبر خليل «ان التوافق الذي حصل في المجلس النيابي مهم ويفترض التوقف عنده، اذ إن شبه الاجماع الذي حصل مع التفهم العميق لموقف النائب وليد جنبلاط، وهو ربما من وجهة نظره قلق ولديه الحق بهذا القلق، لكن هذا الاجماع اللبناني يعكس ان اللبنانيين يريدون فعلاً تعليق قانون انتخابي لا يليق باللبنانيين ومجرد ان اسمه قانون الستين يعني انه يعيدنا نصف قرن او اكثر الى الوراء، ونحن نريد قانوناً عصرياً». شربل: عودتي بيد سليمان وسلام ودعا وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل إلى «قانون على قياس لبنان لا على قياس أفراد أو فرقاء لأننا لم ننضج بعد لإقرار قانون للبنان كله»، ورأى أنه «إذا لم تحصل الانتخابات لا أحد يعلم مدة التمديد للمجلس وهنا المشكلة الكبيرة». وشدد في حديث الى «لبنان الحر» على أن قرار توزيره يعود فقط لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس سلام، متمنياً تشكيل ما وصفه ب «حكومة تفاهم». وشدد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت على أن «التوصل إلى قانون جديد للانتخابات يرتبط بتوافر حسن النيات، اذ يمكننا خلال يومين أو ثلاثة ان نتوصل إلى صيغة مشتركة»، مؤكداً انه «إذا مر أسبوعان من دون التوصل إلى نتيجة، فإننا لن نتوصل إليها أبداً». وحول طبخة حكومية أعدّها الرئيس فؤاد السنيورة وسيعرضها على سلام، نفى فتفت لوكالة «أخبار لبنان» هذا الأمر ووصفه ب «كلام الفتنة السخيف»، مشدداً على أن «السنيورة لا يتدخل في التأليف». وقال عضو الكتلة ذاتها النائب عمار حوري: «نريد حكومة انتخابات، والأولوية لدينا إجراء الانتخابات، فإذا ذهبنا في اتجاه حكومة سياسيين، فمعدل تشكيل الحكومات في الفترات السابقة اخذ ما بين 4-5 اشهر لاقتسام الحصص، وهذا يعني تطيير الانتخابات في حال تشكيل حكومة سياسيين». واعتبر في حديث تلفزيوني ان «مطلب حكومة الوحدة الوطنية يعني عدم إجراء الانتخابات ونحن ابلغنا الرئيس سلام كل التسهيلات من جهتنا وليس لنا اي شرط او قيود، وهو ابدى رغبته وتوجهه بأنه لن يذهب إلا في اتجاه حكومة انتخابات». وأشار حوري الى ان «الارثوذكسي» و«الستين» لا يحظيان بإجماع كل اللبنانيين، وهذا يعني ان علينا الذهاب في اتجاه قانون آخر يُجمع عليه الجميع، وإشارة هذا القانون هو المختلط وآخر ما توصلنا اليه هو 26 دائرة للأكثري ويجري البحث في النسبي». واعتبر عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود أن «أسماء الوزراء المحتملين المسربة في حكومة تمام سلام هدفها حرق بعض الأسماء»، داعياً إلى «عدم التهور تحت عنوان الدستور واغتنام الفرصة السانحة لتشكيل حكومة سياسية يتخطى عملها التحضير للانتخابات النيابية». وإذ شدد على أن «الالتفاف على ممثلي الشعب والأحزاب والزعامات أمر غير مقبول»، اكد «اننا نعول على حكمة سلام بعدم الالتفاف على ممثلي الشعب». لرؤية عربية جامعة من جهة ثانية، رأى الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري أن «التحدي الأساس الذي يفترض ب «التحالف العربي للحرية والديموقراطية» أن يواجهه اليوم، هو طريقة توحيد الرؤى والتطلعات من أجل تحصين مكتسبات «الربيع العربي» بتحويلها إلى رؤية جامعة». وأكد خلال مشاركته في افتتاح «المؤتمر الدولي لقيادات التحالف العربي للحرية والديموقراطية وشباب الربيع العربي»، في فندق «ريفييرا» ان «ما نعيشه من مرحلة انتقالية يضعنا أمام مسؤولية حماية مكتسبات هذا الربيع من غلواء التطرف، أياً يكن مصدره»، مشيراً الى انه «إذا كانت كل جهودنا منصبة على ربيع عربي نريد حمايته في مصر وتونس وليبيا واليمن، فإن عيوننا شاخصة إلى سورية، التي نحيّي شعبها البطل، الذي ننحني أمام ثورته المجيدة»، وقال: «هنيئاً للعرب بشعب سورية، وهنيئاً لسورية الحرة بشعبها، وهنيئاً لإيران ب(الرئيس السوري) بشار الأسد».