على رغم تنوّع الأجنحة والأركان المشاركة في مهرجان الجنادرية ال28، إلا أن صورة الاهتمام بالموروث الشعبي والعروض الفولكلورية جاءت متجددة من الزوار، إذ سجل عدد كبير منهم حرصاً على حضور تلك العروض ومتابعتها والتفاعل معها، في الوقت الذي توزع فيه زوار آخرين على مقار الوزارات والجهات الخاصة التي شاركت في المهرجان هذا العام للاطلاع على ما لديها. ما بين الألوان التراثية النجدية ونظريتها الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية، كان للزوار توافدهم وإقبالهم، إذ شهدت الساحات التي تتضمن كل مقر من مقار المناطق ازدحاماً بين الوقوف والجلوس، خصوصاً على مستوى لون «السامري» وفولكلور منطقة الباحة وكذلك جازان. ولم يقتصر الاهتمام بالموروث الشعبي على الجانب المحلي وحده، وإنما أبدى الزوار اهتمامهم بالتعرّف على ما لدى دولة الصين التي تعد ضيف الشرف للمهرجان في دورته الحالية، إذ قدمت الصين العديد من العروض الشعبية في الساحة التي خصصتها لذلك، كما عكست ثقافاتها الاجتماعية للزوار من خلال ما أبرزته من صور ومقاطع مرئية داخل فناء معرضها. ولم يمنع تقارب الثقافتين السعودية والإماراتية من توافد الكثيرين على جناح دولة الإمارات، التي تشارك هذا العام للمرة الأولى بأكبر جناح، جاء على هيئة تاريخية كان لها دورها في جذب زوار المهرجان، إلى جانب ما اشتمل عليه الجناح من عروض ومقتنيات تراثية مختلفة. يقرّ فيصل السلطان بأن وجوده في الجنادرية في كل عام يأتي انطلاقاً من رغبته في حضور العروض الشعبية التي تقدّم ضمن أجنحة مناطق المملكة، عازياً ذلك إلى أن تلك العروض لا تجتمع بأكملها في مكان واحد إلا ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية. ويقول: «هناك الكثير ممن يهتم بالموروث الشعبي وأنا منهم، وحينما أرغب في مشاهدة العرضة الجنوبية أو «الدحة» الشمالية، فإنني في الغالب لن أجدها إلا في مناطقها، لكن في الجنادرية تكون الفرصة متاحة لمشاهدة الكثير من العروض والمشاركة فيها أيضاً». القطري محمد العلي يقف مع ابنيه أمام الجناح الصيني، مستمتعاً بما يُقدّم من عروض، معتبراً أن مهرجان الجنادرية يحظى باهتمام دولي وليس فقط محلي وخليجي. ويضيف: «استضافة المهرجان في كل عام لإحدى الدول لتكون ضيف شرف تعكس مدى الاهتمام بالتعريف بالثقافات المختلفة والاطلاع عليها عن قرب، وأجد أن من المثير للاهتمام التعرّف على الثقافة الصينية وأبرز ما تتميّز به، إضافة إلى الاستمتاع بعروضها، سواء كانت الشعبية أم الرياضية الاستعراضية».