كشف مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" سعود الرومي أمس ل "الوطن" عن خطة لبحث توسعة القرية الشعبية بمهرجان "الجنادرية". وأكد أن الأمر سيبحث في اجتماع مقبل بعد نهاية المهرجان، خصوصاً بعد تقدم 38 جهة بطلب مقر لها أو توسعة، ومنها مناطق الجوف وتبوك والحدود الشمالية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الأقرب أنه ستكون التوسعة من الجهة الجنوبية للمهرجان الذي يفي بالغرض لوجود مساحة من مواقف السيارات يمكن الاقتطاع منها إذا ما تم اعتماد التوسع. وعن تأخر مقر الجوف الذي لم ير النور حتى الآن، قال: إن السبب يعود إلى التأخر في الطلب وعدم المتابعة، وقد كان الطلب لمساحة معينة وكبيرة قد تكون غير متوفرة. مشيراً إلى حرصهم على مشاركة الجوف الفاعلة بوجود فرقة مميزة وأنشطة حرفية على رأسها الزيتون وعصره. ومنذ 28 سنة ماضية ومنطقة الجوف تشارك بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بفعاليات متنوعة تعكس الهوية التاريخية والحضارية لها، حيث تقدم الفنون الشعبية مثل "العرضة" و"السامري" و"الدحة" وحرفا يدوية مختلفة، إلا أن أهالي المنطقة والزائرين يتساءلون كل عام عن موعد إنشاء مقر مبنى الجوف. ويأمل أهالي الجوف أن يكون لمنطقتهم مقر يبين هويتها التاريخية والأثرية، لما لمسوه من جمهور الجنادرية، الذي يقبل بشكل واسع وكثيف على مقر بيت الشعر الجوفي الذي يحظى بإقبال جيد رغم صغر مساحته المخصصة بالمهرجان. وأوضح رئيس وفد إمارة الجوف بالجنادرية 28 حسين الخليفة أن المخططات جاهزة والمبلغ موجود، ولكن لم يُعتمد من الحرس الوطني ولم تستلم الأرض. وفي الإطار العام للمهرجان تعيش ساحات العروض في كافة أجنحة ومقار مناطق المملكة المشاركة "هجوما" تقنيا مع الموروث والتاريخ، من قبل شباب وشابات "الإعلام الجديد " الذين يوثقون كل شاردة وواردة بأشكال تقنية مختلفة مثل الهواتف النقالة، وكاميرات التصوير الرقمية، ووسائل اتصال متطورة، حضرت وأشعلت جنبات الجنادرية وممراتها، وكرست "التباين" وأوجه الحضارة بكافة تفاصيله وأجوائه، من خلال فنون التصوير والتوثيق والالتقاط للمظاهر والفعاليات المصاحبة للمهرجان. وتعود الحكاية إلى شباب وشابات في مقتبل العمر يخوضون تجاربهم، ويستطلعون إبداعاتهم من خلال هواتفهم النقالة، مع زوايا وبرامج ومعارض الجنادرية الضاربة في القِدم والماضي، ليرسموا صورة متباينة، صنع جمالها أنها تجمع بين "الأضداد" في صورة تطرب كل من يتأملها. ملمح لافت تحدث عنه مشرف وفد جناح القصيم، محمد الضالع، الذي عبر عن تلك الحالة بأنها "تعكس الروح المتفاعلة" التي تتصف بها بيئة وثقافة المملكة، من خلال تميزها وتفردها في قديمها التاريخي وحاضرها المتطور، مضيفاً أن المتأمل لهذا المشهد يسجل يقينه الأكيد بأن تلك الحرب الخفية قد خالفت كل الحروب التي عرفتها البشرية، لكونها حربا بناءة وشريفة، ولا تملك إلا أن تقول لأطرافها "أحسنتم ومزيداً من حرب حتى ننعم بالفضل والنعيم". ولفت إلى أنصار الفريقين اختلفوا في حسبة النتائح ونهاياتها، لأن لكل حرب أجلا ونهاية، وهناك من يقول إن التقنية الحديثة قد خطفت الأضواء لجانبها، وحققت النصر والغلبة، لأنها أبرزت دقائق وتفاصيل الموروث الشعبي، وعرضته للعالم أجمع، إلى قائل إن أيدي الشباب والشابات وهي ترتفع في السماء كي تلتقط الصور، وتطبع المشاهد، إنما هي تحية إجلال وإكرام، واعتراف صريح بأن عبق الماضي ونفائسه قد أكدا فوزهما وانتصارهما.