أقام الصحافي البلجيكي لوران فان دير ستوكت، معرضاً في فرنسا يوثّق النزاعات التي دارت في العقدين الماضييين ومن ضمنهما ساراييفو وسورية والشيشان. وأقيم هذا المعرض لمناسبة الدّورة ال 21 لمنح جوائز بايو للمراسلين الحربيين والتي أعلنت نتائجها السبت. والمعرض بعنوان "200 ألف سوري" ويقام حالياً في كاتدرائية بايو وجرى تمديده حتى الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر)، بسبب الإقبال الكثيف عليه. وكان فان دير وصف ما يجري في سورية بأنه مجزرة لم يشهد مثلها. ولم يسكت فان دير عن الانتهاكات التي شهدها، ففي عام 2003 وثّق "الجرائم العبثية" للأميركيين على طريق بغداد. وفي هذا الإطار قال فان دير: "تطلّب الأمر أشهراً من العمل حتى أكون قادراً على الوصول إلى محيط دمشق والخروج منها من دون أن أتعرّض للخطف، فالبقاء على قيد الحياة في هذه المهنة يتطلب إجرءات أمنية على كل المستويات". وعلى رغم كل ما يقال عنه، يشدّد هذا المصور على أنه "ليس سوى حلقة صغيرة في سوق الأخبار في العالم، الذي من شأنه أن يغيّر توجّهات الرأي العام وآراء صنّاع القرار". وقال جان فرانسوا ليروي، مدير مؤسسة "فيزا" التي منحت المصور البلجيكي جائزتها في العام 2013 إن "لوران فان دير البالغ من العمر خمسين عاماً هو مصور كبير جداً، غطى كل النزاعات الكبرى من يوغسلافيا والعراق إلى الشيشان وأفغانستان"، مضيفاً أنه "شخص عظيم وذكي وحساس". وأضاف أن فان دير "يجمع في شخصيته الالتزام والصدق والرغبة في البحث، وعمله في سورية خير مثال على ذلك"، مشيراً إلى الصور التي التقطها لضحايا الهجوم الكيماوي الذي شنّه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، التي شكلت سبقاً صحافياً كبيراً لصحيفة "لوموند" الفرنسية. وبدأ فان دير ستوك مهنته في التصوير الصحافي لرغبته في ترك قريته البلجيكية التي سبّبت لها الأمطار المستمرّة أضراراً بالغة، فانطلق مصوراً الأخطار في العالم وأصيب ثلاث مرات في كرواتيا ورام الله والفلوجة. وما زال هذا الأب لتوأم في التاسعة عشرة من العمر يشعر بأنه مراهق يشتاط غضباً لرؤية "أطفال يقضي عليهم الجوع في أفريقيا" في خبر تتناقله وسائل الإعلام ويليه في دقائق قليلة خبر عن "بطولة فورمولا وان تنفق فيها بلايين الدولارات"، على حد قوله. وهذه المشاعر الثائرة هي التي تغذّي اندفاعه في عمله الصحافي، ويمكن ملاحظتها في معرضه المقام حالياً في بايو.