رفعت كوريا الجنوبية وحليفتها الولاياتالمتحدة أمس، مستوى مراقبتها العسكرية المشتركة لكوريا الشمالية من 3 الى 2، ما يشير الى «تهديد حيوي» يرتبط باحتمال إطلاق الشمال صاروخاً أو أكثر، مع اقتراب ذكرى عيد ميلاد مؤسس البلاد كيم ايل سونغ الإثنين المقبل. وفي أوقات السلام، يكون مستوى المراقبة 4 وواحد في أوقات الحرب. وأبلغ وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ سي البرلمان، أن إطلاق صاروخ «يمكن أن يحصل في أي وقت بدءاً من الآن»، محذراً بيونغيانغ من عقوبات جديدة إذا نفذت هذا العمل. لكن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف، استبعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً. وقال مارغيلوف لقناة «روسيا اليوم»: «أعتقد بأن الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ أون الذي يحب الحياة ويتطلع إلى آفاق واضحة، لن ينهي مسيرته السياسية بإطلاق صاروخ»، وأمل في أن تتحلى القيادة الكورية الشمالية بعقلانية عدم الشروع في القتال. وكان لافتاً إعلان النائب الكوري الجنوبي شونغ مونغ جون، المرشح السابق للحزب المحافظ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خلال زيارة لواشنطن، أن بلاده يجب أن تطور سلاحها الدفاعي النووي من أجل ردع كوريا الشمالية وحليفها الصيني عن تنفيذ أي اعتداء، كما اقترح إعادة نصب الترسانة النووية الأميركية على أرضها، بعدما كانت واشنطن سحبتها إثر انتهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991. واعتبر شونغ أن الديبلوماسية فشلت في تسوية الأزمة مع بيونغيانغ. الى ذلك، أعلنت اليابان «حال الاستنفار» لاعتراض أي صاروخ يهدد أراضيها، وذلك غداة نشرها صواريخ «باتريوت» في قلب عاصمتها استعداداً للدفاع، وإعلانها أنها ستنصب صواريخ مماثلة في جزيرة اوكيناوا (جنوب). وكانت طوكيو نشرت سابقاً أيضاً مدمرات «ايغيس» المجهزة بنظام اعتراض في بحر اليابان. تحريك صواريخ جديدة وتقول الاستخبارات العسكرية الكورية الجنوبية التي تراقب بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة تحركات كوريا الشمالية من خلال الأقمار الاصطناعية وطلعات طائرات بلا طيار واخرى بطيار، إن «بيونغيانغ باتت مستعدة لإطلاق صاروخين متوسطي المدى من طراز موسودان من ساحلها الشرقي، ما يهدد كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى جزيرة غوام الأميركية». وكشفت مصادر حكومية في سيول، رصد نقل آليات تحمل منصات إطلاق في كوريا الشمالية صواريخ «سكود» يبلغ مداها حوالى مئات الكيلومترات، و «رودونغ» (اكثر من ألف كيلومتر)، «ما يشير إلى احتمال إطلاق عدة صواريخ». وسبق أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخ «ديفودونغ» الطويل المدى و4 صواريخ «سكود» وصاروخي «رودونغ» خلال ساعات قليلة من فجر 5 تموز (يوليو) 2006، ثم 5 صواريخ «سكود» وصاروخي «رودونغ» في 4 تموز 2009. الأجانب والتهديدات وغداة نصح بيونغيانغ الأجانب في كوريا الجنوبية بالرحيل، من أجل تفادي أخطار اندلاع «حرب نووية»، صرح جاي كارني الناطق باسم الرئاسة الأميركية، بأن «الدعوات تشكل خطاباً لا طائل منه، ولا تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر». كما كرر الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فنتريل مضمون البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في سيول في 4 نيسان الشهر الجاري، وأفاد بأن «لا خطر محدداً يهدد الأميركيين ومصالحهم في كوريا الجنوبية»، وهو ما أيدته باقي السفارات. وأعلنت الصين أن مركزها الحدودي مع كوريا الشمالية في داندونغ أغلق أمام السياح أمس، مع استمرار فتحه أمام الأعمال. اتهامات بالقرصنة على صعيد آخر، اتهمت سيول وكالة الاستخبارات العسكرية الكورية الشمالية بالوقوف خلف هجوم واسع استهدف شبكات المعلوماتية لشبكات تلفزيون ومصارف كورية جنوبية في 20 آذار (مارس) الماضي، وأدى إلى شل عملها جزئياً أو بالكامل. وأوضحت وكالة أمن الإنترنت الكورية الجنوبية، التابعة للدولة، أن تحليل رموز الدخول التي استخدمت في الهجمات كشف أن مصدرها هو المكتب العام للاستطلاع في كوريا الشمالية. وقال ناطق باسم الوكالة: «كان هجوماً متعمداً، وخططت كوريا الشمالية لتنفيذه خلال 8 شهور على الأقل».