سيول، بكين، واشنطن – ا ف ب، رويترز، يو بي آي - قال مصدر كوري شمالي مطلع ان نجل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل وخليفته المحتمل، تولى الإشراف على جهاز الاستخبارات، في مقدمة لعملية نقل السلطة. ونقلت صحيفة «دونغا إيلبو» الكورية الجنوبية عن مصدر مطلع في بيونغيانغ، ان كيم جونغ أون النجل الأصغر للزعيم الكوري الشمالي زار برفقة والده، المقرّ الرئيسي لوكالة الأمن القومي في آذار (مارس) الماضي. وأضاف المصدر ان الزعيم الكوري طلب من المسؤولين في الوكالة اعتبار كيم جونغ أون مديرهم والدفاع عنه بحياتهم. وتعتبر وكالة الأمن القومي الهيئة المسؤولة عن عمليات التجسّس الخارجية ورصد أي منشقين ومراقبة اتجاهات الشعب الكوري الشمالي. وقال المصدر نفسه ان هناك مؤشرات الى اتساع نفوذ الوكالة، إذ سيتم وضع وحدة تضم حوالي 100 ألف من عناصر حرس الحدود تحت أمرتها في تموز (يوليو) المقبل. وكانت الوكالة تسلمت من الجيش في نيسان (أبريل) الماضي المسؤولية عن مكتب الهجرة الحدودية. وقال المصدر ان كيم الحفيد، سيخلف والده في أمانة السر التنظيمية في الحزب الحاكم، وهو الموقع الثاني بعد منصب الأمين العام، وستكون الخطوة التالية خلافة والده في منصب القائد الأعلى للجيش الكوري الشمالي. وكانت تقارير إعلامية أفادت مطلع الشهر الجاري، أن كيم جونغ إيل عيّن ابنه الأصغر خليفة له ليحكم البلاد. وأثيرت الكثير من التوقعات في شأن من سيخلف كيم الذي أصيب بجلطة دماغية عام 2008. وكان كيم خلف والده مؤسس الدولة كيم ايل سونغ. على صعيد آخر، قال مسؤول بارز في كوريا الجنوبية ان الشمال سيطلق على الأرجح صواريخ قريبة أو متوسطة المدى في المياه قبالة السواحل الشرقية حيث فرضت بيونغيانغ حظراً على الملاحة لفترة 16 يوماً تجري خلالها مناورات. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» عن مصدر حكومي في الجنوب ان الشمال سيطلق على الأرجح صواريخ «سكود» التي يصل مداها الى 500 كلم أو صواريخ أرض- بحر يصل مداها الى 160 كلم باتجاه بحر اليابان. كما أعلنت واشنطن انها مستعدة لاحتمال اطلاق بيونغيانغ صاروخاً بعيد المدى باتجاه هاواي، ربما في الرابع من تموز المقبل، تزامنا مع عيد الاستقلال الأميركي. وكانت كوريا الشمالية انسحبت من المحادثات الدولية لمنع التسلح النووي وقامت بتجربتها النووية الثانية في 25 أيار (مايو) الماضي. وفي الأيام التي أعقبت التجربة اطلقت كوريا الشمالية ستة صواريخ قصيرة المدى قبالة سواحلها الشرقية وأنهت الهدنة القائمة في شبه الجزيرة الكورية مما دفع بالشطر الجنوبي الى إرسال قوات دعم الى الحدود بين البلدين. وفرض مجلس الأمن في 12 الجاري، عقوبات جديدة على بيونغيانغ شملت تشديد الحظر على شحنات الأسلحة. وتقوم حالياً مدمرة أميركية بمراقبة سفينة شحن كورية شمالية موضع شبهات متجهة الى بورما على ما يبدو. في المقابل، اتهمت كوريا الشمالية حكومة الجنوب، بالتحريض على اشتباك جديد في البحر الأصفر من خلال تعزيز قواته العسكرية على الحدود البحرية الغربية في المنطقة. ونقلت «يونهاب» عن صحيفة «رودونغ سيمون» الكورية الشمالية الرسمية أن «العلاقات بين الكوريتين تشهد أزمة تنذر باندلاع حرب في أي لحظة بسبب مناورات الحكومة الكورية الجنوبية ضد مواطنيها». في الوقت ذاته، أفاد مصدر في سيول انها تخطط لتعزيز نظامها الدفاعي ضد الهجمات المغناطيسية الكهربائية التي قد تشل أنظمتها الصاروخية العالية التقنية في حال حدوث انفجار نووي. وفي بكين، قال ضابط بارز في الجيش الصيني بعد محادثات مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الطموحات النووية لكوريا الشمالية هي «مبعث قلق جدي» لبكين وإنه يجب التعامل معها من خلال مزيد من الحوار. وأكد الجنرال الصيني ما شياوتيان في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع مسؤولين أميركيين بقيادة ميشيل فلورنوي وكيلة وزارة الدفاع الأميركية ان بكين تحض بيونغيانغ على «اتخاذ خطوات إيجابية والمزيد من إجراءات إشاعة الاستقرار». وذكر الجنرال الصيني أن بلاده والولاياتالمتحدة اتفقتا على إجراء مشاورات خاصة للبحث في قضية تجنب المواجهات البحرية بينهما، في إشارة إلى مناوشات وقعت بين سفن صينية وأميركية أخيراً. على صعيد آخر، التقى السفير السويدي لدى كوريا الشمالية صحافيتين أميركيتين محتجزتين في بيونغيانغ. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية إيان كيلي ان السفير السويدي ماتس فواييه الذي يمثل مصالح الولاياتالمتحدة في كوريا الشمالية، التقى الصحافيتين أول من أمس. وكانت كوريا الشمالية أصدرت حكماً بالسجن 12 عاماً مع الأشغال الشاقة بحق الصحافيتين الأميركيتين اونا لي ولورا لينغ اللتين اعتقلتا في منطقة الحدود المشتركة مع الصين في آذار (مارس) الماضي وذلك بتهمة التسلل إلى الى الشمال والقيام بأعمال عدائية ضد الشعب الكوري. وطالب كيلي مجدداً بإطلاق سراح الصحافيتين.