سيول، واشنطن – أ ب، رويترز، ا ف ب – قرعت بيونغيانغ وسيول طبول الحرب امس، إذ هددت الاولى الثانية بشنّ «حرب نووية مقدسة»، فيما أجرت كوريا الجنوبية مناورات عسكرية ضخمة، متوعدة الشمال ب «هجوم مضاد لا هوادة فيه» إذا تعرضت بلاده لهجوم جديد. وخلال اجتماع في بيونغيانغ إحياءً للذكرى التاسعة عشرة لتولي الزعيم كيم جونغ ايل منصب القائد الاعلى للجيش، قال وزير القوات المسلحة في كوريا الشمالية كيم يونغ شون، ان وحداته «مستعدة في شكل تام لشنّ حرب مقدسة تعتمد على قوة الردع النووي، في الوقت المناسب، رداً على اعمال الاعداء التي تتعمد دفع الوضع الى شفير الحرب». جاء ذلك بعدما وصفت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الجيش الكوري الجنوبي بأنه «دمية تواقة للحروب، يقولون انهم سيجرون مناورات بالذخيرة الحية بمشاركة طائرات اف-15 كي، ودبابات ومدافع، على احدى قواعدهم العسكرية في بوشيون». واضافت ان بيونغيانغ «تحاول إخفاء الطابع الاستفزازي لتدريباتها العسكرية». في الوقت ذاته، اعتبرت صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية الكورية الشمالية، ان «شبه الجزيرة الكورية اصبحت غير مستقرة في شكل حاد وعلى شفا حرب، نتيجة خطط الجيش الأميركي لخنق الشمال عسكرياً». في المقابل، شدد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك على ضرورة عدم التخلي عن الحذر إزاء بيونغيانغ، قائلاً: «كنا نعتقد ان الصبر سيضمن السلام في هذه الجزيرة، لكن هذا لم يحدث». وأضاف خلال تفقده وحدة عسكرية قرب الحدود مع الشمال، إن الجيش سيشن «هجوماً مضاداً لا هوادة فيه، نحافظ عبره على السلام ونردع العدوان ونتجنب حرباًَ»، إذا حاولت بيونغيانغ تكرار «عدوانها المفاجئ» على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية الشهر الماضي، ما ادى الى مقتل 4 اشخاص. يأتي ذلك فيما أجرت كوريا الجنوبية أضخم مناورات عسكرية جوية وبرية بالذخيرة الحية قرب الحدود مع الشمال، واستغرقت أقل من 45 دقيقة. ونُفذت التدريبات في بوشيون على بعد 30 كلم جنوبي الحدود بين الكوريتين، وشارك فيها 800 جندي و30 دبابة و7 مروحيات و6 مقاتلات وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ. وكانت كوريا الجنوبية بدأت الاربعاء مناورات بحرية تستمر 4 ايام شرقي شبه الجزيرة الكورية في بحر اليابان، على بعد مئة كلم جنوبي الحدود مع كوريا الشمالية. في بكين، اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو ان «الوضع في شبه الجزيرة الكورية ما زال معقداً»، وحضّت «الاطراف المعنيين على الهدوء وضبط النفس». أما حاكم ولاية نيومكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون، الذي زار بيونغيانغ أخيراً، فحذّر من إمكان اندلاع نزاع في أي وقت، معتبراً الوضع «الأسوأ الذي شهدته مطلقاً في شبه الجزيرة». وأشار الى انه لمس حلال محادثات مع مسؤولين كوريين شماليين استعداداً ل «طيّ صفحة»، مشدداً على ان «عقلية التقوقع لم تعدْ ناجحة».