سيول، طوكيو - رويترز، أ ف ب – أعلنت كوريا الشمالية امس، ان الوضع في شبه الجزيرة الكورية أكثر توتراً من أي وقت مضى، متهمة جارتها الجنوبية بإثارة التوتر لإشعال حرب، فيما اشار تقرير للمجموعة الدولية للأزمات الى ان بيونغيانغ تمتلك آلاف الاطنان من الأسلحة الكيماوية يمكن أن تحملها على صواريخ لتوجه بها ضربة سريعة للشطر الجنوبي. ونقلت الصحافة اليابانية عن تحليل لوزارة الدفاع في طوكيو ان كوريا الشمالية قد تطلق في بداية تموز (يوليو) المقبل، صاروخاً طويل المدى من طراز «تايبودونغ-2» في اتجاه جزيرة هاواي الأميركية أو في اتجاه غوام أو جزيرة اوكيناوا اليابانية. في المقابل، قللت روسيا من أهمية التهديدات التي أطلقتها بيونغيانغ بعد العقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الجنوبية عن تعليق لصحيفة «رودونغ سينمون»، الناطقة باسم حزب العمال الكوري الشمالي على الجولات الأخيرة لقيادة الجيش الكوري الجنوبي على الخطوط الأمامية إضافة إلى التدريبات العسكرية، واعتبرتها الصحيفة أنها «مناورات محسوبة». وكتبت الصحيفة ان «هذا ينبغي ألا يمر كأحداث عامة فالتحركات النشيطة بواسطة الجيش الدمية، تعتبر تصعيداً عسكرياً آخر ضدنا ومناورة مقصودة ومحسوبة لتصعيد الموقف في شبه الجزيرة الكورية». وجاء هذا التعليق غداة انتقادات عنيفة وجهها الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك لبيونغيانغ التي دان تجربتها النووية الأخيرة. واوردت الصحيفة أن «حدة التوتر ارتفعت في شكل كبير منذ أن انتهك قرار مجلس الأمن سيادة كوريا الشمالية بفرضه عقوبات عليها بسبب التجربة النووية الثانية على الرغم من أن كوريا الشمالية ليست عضواً في معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل». وأضافت ان «الوضع في شبه الجزيرة الكورية هو أكثر توتراً من أي وقت مضى». ورفعت كوريا الشمالية خلال الأسابيع الأخيرة من حدة التوتر في منطقة شمال آسيا التي تملك سدس الاقتصاد العالمي بتجاربها الصاروخية وتهديداتها بالهجوم على الجنوب فضلا عن تجربتها النووية التي اجرتها في 25 أيار (مايو) الماضي التي أدت إلى فرض الأممالمتحدة عقوبات عليها. واصدرت المجموعة الدولية للازمات وهي منظمة غير حكومية مرموقة، تقريراً مفاده أن وجهة النظر التي تتوافق عليها الآراء هي أن الجيش الكوري الشمالي يمتلك بين 2500 و5000 طن من الأسلحة الكيماوية ومنها غاز الخردل والسارين وغازات أعصاب قاتلة أخرى. وقال دانيال بينكستون ممثل المجموعة الدولية للأزمات في سيول: «إذا حدث تصعيد للصراع وإذا اندلعت عمليات قتالية فهناك خطر أن تستخدم هذه الاسلحة». وعملت كوريا الشمالية لعقود على تطوير الأسلحة الكيماوية ويمكنها استخدامها في قذائف المدفعية طويلة المدى القادرة على الوصول إلى سيول التي يقطنها ما يقرب من نصف سكان كوريا الجنوبية البالغ عددهم 49 مليوناً كما يمكنها تحميلها على الصواريخ التي تطال كافة أنحاء كوريا الجنوبية. وجاء في تقرير المجموعة الدولية للأزمات: «لا يبدو أن المخزون يزيد لكنه كاف في الوقت الحالي لإيقاع خسائر هائلة في أرواح المدنيين في كوريا الجنوبية.» ويقول التقرير إن كوريا الشمالية عملت أيضاً على برنامج للأسلحة البيولوجية لكن بينكستون لا يعتقد أن بيونغيانغ طورت هذا البرنامج بالكامل. وفي تقرير منفصل صدر في الوقت ذاته، قالت المجموعة الدولية للأزمات إن كوريا الشمالية نشرت أكثر من 600 صاروخ من طراز «سكود» القادر على الوصول إلى كل نقطة في كوريا الجنوبية إلى جانب نشرها نحو 320 صاروخاً من نوع «رودونغ» الذي يمكن أن يضرب اليابان. وكانت المجموعة الدولية للأزمات قالت في وقت سابق هذا العام إن معلومات الاستخبارات التي حصلت عليها، تشير إلى أن كوريا الشمالية صنعت رأساً نووياً يمكن وضعه على صاروخ «رودونغ». ويعتقد العديد من خبراء السلاح أن كوريا الشمالية ما زال أمامها سنوات لتصنع سلاحاً نووياً صغير الحجم بما يسمح بوضعه في رأس حربي وأنها تحتاج لعدة تجارب نووية أخرى كي تصل إلى هذه المرحلة. ورأت المجموعة الدولية للأزمات أن التهديد النووي لكوريا الشمالية هو الشأن الأمني الأخطر في المنطقة لكن لو حدث تقدم على مسار تقليص طموحاتها النووية فقد تكون هناك وسيلة لإيجاد حل للتهديدات التي تمثلها الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وقال ناطق باسم حرس السواحل الياباني إن كوريا الشمالية حذرت السفن من الاقتراب من سواحل مدينة وونسان في شرق البلاد حتى نهاية الشهر وهو ما يشير إلى احتمال قيامها بتجربة صاروخية. ويقول محللون إن تصرفات كوريا الشمالية التي تتسم بالتحدي تهدف إلى زيادة التأييد الداخلي للزعيم كيم جونغ ايل الذي يعد على ما يبدو لتولية نجله الأصغر للسلطة في البلاد. ويعتقد أن كيم (67 سنة) رأس الأسرة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في آسيا، أصيب بجلطة العام الماضي.