«بدأت قصتي مع الزومبا عندما كنت أقيم في مدينة نيويورك عبر مشاركتي بحصص الزومبا التي كنت أستمتع بها جداً خصوصاً أنها طريقة مثالية لاستغلال أوقات الفراغ. بدأت الزومبا في فلسطين قبل عامين، والآن لدينا 14 مدربة مرخصة ومعتمدة، والعدد في ازدياد، ونحن نسعى لإقامة أول تجمع للمدربات المحترفات». بهذه الكلمات بدأت فاتن قاصد الحديث عن تجربتها وزميلاتها من مدربات «الزومبا» في فلسطين، لإقامة أول تجمع لهن، بهدف «تعميم ثقافتي الرشاقة والفرح». وبرنامج «الزومبا»، وفق قاصد «برنامح فاعل، وسهل الاتباع، فهو يعتمد على فكرة حركات رقص رياضية لحرق الدهون، بحيث تأتي مرافقة لموسيقى معظمها بنكهة لاتينية تشعر المشاركات وكأنهن في حفلة، وهذا ما دفع ملايين من الناس إليها لكونها أثبتت أنها طريق الصحة والسعادة». وتضيف: «اترك التمرين وانضم للحفلة هو شعارنا، لأن كل حصة من حصص الزومبا تعطي إحساساً كأنك في حفلة». وكانت رياضة «الزومبا» بدأت في كولومبيا وانتقلت إلى الولاياتالمتحدة عام 2001، وحطت رحالها اليوم في فلسطين. وتروي قاصد، التي بادرت إلى تشكيل تجمع لمدربات «الزومبا» في فلسطين: «لدى عودتي إلى فلسطين في 2010 خطرت لي فكرة إنشاء نادٍ رياضي متكامل في مسقط رأسي ببلدة عين يبرود قرب رام الله، ومع بداية عام 2011 تمكنت من تحقيق هذه الفكرة وافتتحت النادي». وتتابع: «في مجتمعنا العربي تعطي المرأة كل أولوياتها للأسرة، وهي أسمى شيء في الحياة، ولكن في الوقت ذاته عليها أيضاً أن تفكر بنفسها وتعطي قيمة لذاتها عبر تخصيص وقت للحفاظ على رشاقتها وممارسة الرياضة، التي تعمل على عاملين مهمين: الجسد والروح. فتفريغ الطاقة عبر الحركة يعطي الإنسان الشعور بالراحة والتفكير بإيجابية». في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2011 سافرت إلى الأردن وشاركت في أول دورة زومبا مع مدرب مختص ومعتمد من الشركة الأم «هيرمان ميلو» من كولومبيا، «ومن هنا ابتدأت مسيرتي مع الزومبا والتي أضافت نكهة خاصة في النادي للسيدات». وفي الفترة التي انتقلت فيها قاصد إلى فلسطين، علمت أن هنالك دورات للزومبا داخل الخط الأخضر، فشاركت فيها مع بعض الفتيات بعد حصولهن على تصاريح من سلطات الاحتلال لدخول تلك المناطق. وكانت تلك مبادرة لافتة منهن إذ لا نوادي مختصة في «الزومبا» بفلسطين، وأعطى حصول البعض على الشهادة الفرصة للنوادي الرياضية بإدخال الزومبا واعتمادها كحصة، ليس أكثر. وتقول ميس يونس، مدربة «زومبا»، وإحدى أعضاء مجموعة «زومبا فلسطين»: هذا النوع من الرياضة حديث جداً في فلسطين، وما يميزه أنه يبتعد عن النمطية، فهي رياضة تدمج ما بين اللياقة البدنية وأجواء الفرح والمرح، ولذلك أحببت تعلمها». وحول فكرة أول تجمع لمدربات «الزومبا» في فلسطين، قالت قاصد ل «الحياة»: «أنا سعيدة وفخورة بذلك، فقد تمكنت وعبر موقع فايسبوك من التواصل مع كل المدربات الحاصلات على شهادة معتمدة ومن هنا استطعت إنشاء صفحة «زومبا فلسطين» لتكون حلقة الوصل بيننا ولإعطاء الفرصة لسيدات فلسطين للتعرف إلينا وإلى فكرة الرياضة. نحن نعمل بروح الفريق، وهذا يعطينا الدافع لتطوير ذواتنا ومساندة بعضنا بعضاً، ودائماً نرحب بالمدربات الجدد ونقوم بالتعريف عنهن عبر صفحتنا». والواقع أن سفر الفلسطينيات للمشاركة في نشاطات مرتبطة بهذه الرياضة، إن في الأردن أو إسرائيل، ليس بالأمر السهل، فهناك معاناة السفر والتكاليف والوقت والتصاريح، وكل ذلك مرهق ومتعب.