هنادي، فتاة سعودية تزوجت حديثا. منذ كانت طفلة وهي تحلم بأن تجيد تقليد الراقصات اللاتي كثيرا ما ابهرتها حركاتهن الرشيقة. كان اتقان الرقص حلما مؤجلا، فيما يبدو، حتى بدا لها ان الوقت المناسب قد حان: «اكتشفت ان زوجي يرغب في ان اتقن هذا النوع من الرقص. بحثت كثيرا حتى عثرت على هذا المركز فبادرت الى التسجيل». وعلى الرغم من اعترافها بأن زوجها هو من دفعها الى التسجيل، الا ان هنادي لا تنفي رغبتها الملحة في: «اتقان الرقص والترفيه عن نفسي. كما انني ارمي عصفورين بحجر واحد، فمن جهة احافظ على رشاقتي، ومن ناحية اخرى اتعلم الرقص الذي يحبه زوجي». ويبدو ان هنادي مستعجلة على تحقيق هذا الهدف، اذ تخضع بعد اسبوع من الان الى كورس مكثف «12 حصة مقابل الف ريال»، بالتنسيق مع المدربة.هنادي ليست وحده الشغوفة بتعلم الرقص، اذ وضح في الاونة الاخيرة اتجاه سعوديات الى تعلم فنون الرقص على الرغم من تحفظ أسرهم.في المركز الرياضي الذي نوهنا عنه، اكتظت الصالة المخصصة بمتدربات تجاوز عددهن الاربعين، فيما تراوحت اعمارهن بين ال 24 و40 شكلن حلقة دائرية توسطتها المدربة «من جنسية عربية» التي كانت تشرح لهن على انغام الموسيقى الشرقية الحركات الاساسية لهذا «الفن»، طوال ساعة من الزمن.دوافع المتدربات الى الانخراط في هذه الحصص، يتفاوت من فتاة الى اخرى، فالبندري «في العشرينيات من العمر» بدأت الانخراط في هذه الحصص قبل نحو الشهر بعد ان وجدت ان الرياضة بالاجهزة مدعاة للملل: «لا توجد بها جرعات من الترفية. كنت لا اكمل كورسات الرياضة في المراكز العادية التي يقتصر التدريب فيها على الاجهزة والآلات والتمارين الاعتيادية». ومن غير المستغرب ان نجد عددا كبيرا من الفتيات ينخرطن لتعلم الرقص الشرقي بداعي اقتحام غير المألوف الى جانب ان الجهل بالرقص بات واحدا من الامور المستغربة في اوساط الفتيات، ولا سيما من في حفلات الاعراس والحفلات الخاصة، علاوة على نظرات الاعجاب التي تنطلق كالسهام من اعين الفتيات الاخريات والتي تحصدها الفتاة المتقنة للرقص الشرقي على وجه الخصوص.عواطف ال محمد «عشرينية» قالت انها وعددا من صديقاتها المتزوجات في الجامعة انتظمن في الحصص بغية كسب ود أزواجهن، لافتة الى ان تداول تعلم الرقص الشرقي بين الفتيات المتزوجات حديثا: «بات منتشرا كالنار في الهشيم ولا يقتصر على مراكز تعلم الرقص الشرقي المحتشم بل يرافقها البحث المضني عبر مواقع الكترونية تقدم دروسا في فنون الرقص الشرقي». تضيف: «اشتركت في منتدى نسائي ولفت نظري عرض عن dvd لتعليم الرقص الشرقي من الالف الى الياء للبيع من قبل عضوات مشاركات بالمنتدى وشهد هذا العرض اقبالا منقطع النظير وهو ما يفسر رغبة السعوديات في تعلم فنون الرقص الشرقي المحتشم اما لزوجها او من باب الترفيه او من باب انه رياضة يمكن الاستغناء بها عن عناء الأجهزة الرياضية.»لكن بثينة، وهي مدربة رياضة ورقص لاتيني في احد الاندية الصحية النسائية بالدمام، ترفض بشدة اعتبار الرقص الشرقي نوعا من انواع الرياضة من الناحية العلمية: «الرقص الشرقي اختصاص غير مهذب وغير لائق ولا يمكننا تصنيفه على انه رياضة من الاساس». وتؤكد بثينة ان اقبال السعوديات على الرقص اللاتيني بأنواعه المختلفة «السامبا والسالسا» شهد نموا كبيرا في السنوات الاخيرة كون هذه الرقصات تقدم ايضا تحت غطاء الحصص الرياضية. ودافعت المدربة عن الرقص اللاتيني امام الشرقي بقولها ان اللاتيني: «يعتبر رقصا ايقاعيا بحركات رياضية بحتة الى جانب انه تعبير جسماني من خلال الارتكازات والدوران بطريقة مدروسة يختار منها ما ينفع الجسم وليس بمجملها». وعن سر اقبال السعوديات نحو حصص تعلم الرقص الشرقي واللاتيني تقول: «التدريب على الاجهزة والآلات يأخذ طابع القوة وهومرهق جدا على عكس الرقص الذي يعد متعة وتعبيرا عما بداخل السيدة. انه نوع من الفضفضة وهذا ما يفسر رغبة المتدربات عدم الانتهاء من الحصص والحرص على التدريب شبه اليومي»