شهدت امس العلاقة بين النظام السوري وحزب»الاتحاد الديموقراطي الكردي» الموالي له، تطوراً لافتا بعد قصف طائرات حربية منطقة خاضعة لسيطرة الحزب في الشمال ما ادى الى مقتل 15 شخصاً، اضافة الى سقوط قتلى من الطرفين في اشتباكات كبيرة في شمال شرقي البلاد. في الوقت نفسه تعرضت دمشق لقصف جوي على اطرافها وسقوط قذائف هاون بالقرب من مناطق حكومية في وسطها، وأعلن «الجيش الحر» انه سيهاجم العاصمة ويحاول اقتحامها من «الخاصرة الجنوبية». في غضون ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتلفزيون «ايه ار دي» الألماني عشية زيارة الى برلين، الى وقف فوري ل»المجزرة والمصيبة والكارثة» التي تحصل في سورية وحض على جلوس جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات» للوصول الى حل. وفي الأممالمتحدة، يستعد السفير الروسي فيتالي تشوركين لطرح «أسئلة محرجة»، في مجلس الأمن، على الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي في شأن «طبيعة ولايته كممثل مشترك لكل من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية»، في ضوء قرار الجامعة الأخير في الدوحة منح مقعد سورية ل»الائتلاف المعارض». وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي سيُقدم إحاطة الى مجلس الأمن في 18 نيسان (ابريل) الجاري بعد غياب عن نيويورك استمر أكثر من شهرين. في موازاة ذلك، بدأ رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو استشاراته لتشكيل حكومة تضم 11 وزيراً لعرضها على هيئة «الائتلاف الوطني» المعارض «خلال الاسابيع المقبلة» قبل ان تتمركز في الداخل السوري المحرر. وقالت مصادر في المعارضة ان هيتو سيقدم تشكيلة حكومته الى هيئة «الائتلاف» في اجتماعها قبل نهاية الشهر الجاري، مشيرة الى وجود «تفاهم» بين قيادات المعارضة لتكون القضايا السياسية الكبرى تحت سلطة الهيئة السياسية ل»الائتلاف» التي تضم 11 شخصاً برئاسة معاذ الخطيب، لحل «الجدل» ازاء حقيبة وزارة الخارجية. واشارت الى ان وفداً من المعارضة يضم رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا ونائب رئيس «الائتلاف» سهير الاتاسي والامين العام مصطفى صباغ ورئيس الحكومة المكلف، سيزور لندن للقاء مسؤولين على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني المقرر آخر الاسبوع الجاري. ولم تتأكد مشاركة الخطيب في الوفد. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان «طائرة حربية قصفت اطراف حي الشيخ مقصود في حلب، ما ادى الى مقتل 15 مدنيا على الاقل بينهم تسعة اطفال وثلاث نساء»، لافتا الى ان المنطقة المستهدفة يسيطر عليها «الاتحاد الديموقراطي»، الفرع السوري ل»حزب العمال الكردستاني» في تركيا. وبث نشطاء فيديو تضمن صور الضحايا من الاطفال والسيدات. وقالت مصادر كردية في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «تطورات حصلت على الارض تشير الى بدء «الاتحاد» انتهاج سياسة مغايرة باختلاف الاراضي السورية. واشارت الى احتمال ارتباط ذلك ب»مبادرة» زعيم «العمال الكردستاني» عبد الله اوجلان لايجاد حل سياسي للقضية الكردية في تركيا. وكانت مصادر مختلفة اكدت ان قوات الحماية الشعبية قاتلت الى جانب المعارضة في بعض مناطق حي الشيخ مقصود في الايام الماضية، وان اشتباكات كانت حصلت بين القوات النظامية والحماية الشعبية في حي الاشرفية ذي الغالبية الكردية اضافة الى الاتفاق الذي تم ابرامه بين مقاتلي «الجيش الحر» و»الحماية الشعبية» في رأس العين على الحدود مع تركيا. واشارت المصادر ذاتها الى اشتباكات مسلحة بين مقاتلي «الاتحاد» والجيش في شمال شرقي البلاد، حيث كانت المعارضة تتهم النظام بتسليم قوات الحماية الشعبية، مؤسسات عامة وابار نفط في مناطق تواجد الاكراد في شمال البلاد وشمال شرقها. كما ان السنتين الماضيتين شهدتا انقساما بين «الاتحاد» و»المجلس الكردي الوطني» الذي يعتبر اقرب الى»المجلس الوطني السوري» ومعارضة الخارج. وقالت المصادر الكردية ان اشتباكات حصلت بين الطرفين قرب بلدة القامشلي، حيث حاول مقاتلو الحماية الشعبية السيطرة على اخر حاجز نظامي يقع بين البلدة والحدود السورية - التركية. واضافت ان الاشتباك ادى الى سقوط قتلى من قوات الامن السوري والاكراد.