دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمس «كل الدول المنتجة من داخل أوبك وخارجها إلى تنسيق المواقف مع الدول المستهلكة بعيداً من العوامل الجيوسياسية التي تؤثر في الأسعار وكميات الإنتاج، وأن تملك رؤية لمستقبل النفط والغاز في ظل المستجدات والتوقعات المحتملة»، فيما رجح وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أن يزيد الطلب الخارجي على الخام السعودي في الأشهر القليلة المقبلة، مضيفاً أن حجم الزيادة في الطلب «لم يتضح بعد». جاء ذلك في «منتدى الدوحة الثاني في مجال الطاقة» الذي بدأ أعماله أمس، ويناقش قضايا تحت عنوان «الصراع على السلطة وانعكاسات تغير السوق العالمية للغاز على الشرق الأوسط وآسيا»، وشارك في المنتدى النعيمي الذي اجتمع إلى الشيخ حمد على هامش المنتدى وبحثا في «العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها ومسائل مطروحة على جدول أعمال المنتدى»، كما شارك وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة ونائب الرئيس الأول لمؤسسة «إكسون موبيل» آندرو سويغر. وأكد الشيخ حمد أهمية «التباحث والتشاور حول آثار التغييرات العالمية على سوق الغاز في الشرق الاوسط وآسيا»، وذكّر بأن النفط يمثل 40 في المئة من مصادر الطاقة، فيما يمثل الغاز 25 في المئة»، وقال: «في ظل البحث عن طاقة نظيفة اكثر أمناً للبيئة فإن الطلب العالمي على الغاز في نمو مستمر ومتزايد، ما جعل وكالة الطاقة الدولية تسمى الحقبة المقبلة العصر الذهبي للغاز». ولفت إلى أن «اكتشاف الولاياتالمتحدة الغاز الصخري، سيحدث تأثيراً كبيراً على المنتجين والمستهلكين أيضاً»، وأضاف: «ندرك أن تحولاً في العلاقات الدولية للطاقة بات قريباً، وأن خريطة الطاقة التي ظلت سائدة طوال السنوات ال 50 الماضية بين الدول المنتجة والمستهلكة في طريقها لأن ترسم من جديد». وقال النعيمي أمام المنتدى الذي ينظمه معهد «بروكنغز - الدوحة: «تطورت سوق الطاقة العالمية كثيراً منذ بداية مسيرتي المهنية في صناعة النفط، وأعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي شهدت تحولات كبيرة خلال تلك الفترة. وأصبحت تمثل شريان الطاقة الحيوي للعالم، باستحواذها خلال أربعة عقود على خُمس إمدادات العالم من البترول، إذ أنتجت ما يزيد على 207 بلايين برميل، أي أكثر من ستة أضعاف الاستهلاك السنوي الحالي للعالم أجمع. وكان لذلك أثره الكبير في دول مجلس التعاون وشعوبه، فها هي قطر، تعد اليوم أكبر مصدر لسوائل الغاز الطبيعي في العالم، وحافظت على أحد أسرع معدلات النمو العالمية خلال العقد الماضي. وهناك أمثلة أخرى على التقدم الاقتصادي الذي تشهده بقية دول المجلس». وأضاف: «يقع على عاتقنا في دول مجلس التعاون الخليجي تلبية الطلب، فنحن نرحب، بدخول جميع مصادر الطاقة الجديدة إلى السوق. ولا أرى أنه ينبغي الخشية من إمدادات جديدة من مصادر الطاقة في ظل التنامي المستمر للطلب العالمي. صحيح أن هناك مزيداً من الشركات والدول التي تتنافس على الفوز بحصة أكبر من السوق، لكن الصحيح أيضاً أن هذه السوق كبيرة، بحيث تكفي الجميع». واختتم كلمته بالقول: «في حين لا يستطيع أحد أن يتكهن بما يحمله المستقبل، يبقى هناك جانب يقيني واحد هو أن دول مجلس التعاون الخليجي ستواصل الاضطلاع بدورها كمورد مستقر للطاقة إلى الأسواق العالمية. ومع سعينا إلى تعزيز النمو الاقتصادي في بلداننا، سنواصل العمل مع زبائننا في أنحاء العالم لضمان تلبية الطلب المستقبلي بكامله». وفي الأسواق، نزل مزيج «برنت» عن 110 دولارات للبرميل بعدما جاءت بيانات الصناعات التحويلية في الصين دون توقعات السوق، ما يشير إلى احتمال تباطؤ نمو الطلب في ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم، وفق وكالة «رويترز». وتراجع الخام 33 سنتاً إلى 109.69 دولار للبرميل بعد نزوله واحداً في المئة في الربع الأول من العام والذي انتهى الأحد. وهبط الخام الأميركي 46 سنتاً إلى 96.77 دولار للبرميل بعدما سجل 97.80 دولار وهو أعلى مستوى له منذ ستة أسابيع في وقت سابق من الجلسة. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط نحو ستة في المئة في الربع الأول. ولم تجر تداولات على الخامين الجمعة قبل عطلة عيد القصح.