قطع متظاهرون تركمان طريق كركوك - بغداد لفترة وجيزة احتجاجاً على «صمت السلطات» على استمرار تعرضهم لهجمات «منسقة على الهوية»، فيما اتهم عضو في مجلس كركوك الحكومة المركزية ب»تبني موقف مهادن للإرهابيين». وشهدت كركوك (240 كلم شمال بغداد) أول من أمس مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة نحو خمسين آخرين، بينهم الشيخ محسن البطاط ممثل آية الله العظمى السيد علي السيستاني في المحافظة، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت حسينية الرسول الأعظم في حي واحد حزيران، جنوبالمدينة، تزامناً مع هجمات مماثلة استهدفت مساجد للشيعة في بغداد. وقال عضو مجلس محافظة كركوك عن الكتلة التركمانية نجاة حسين ل»الحياة» إن «مئات التركمان من مختلف مناطق محافظة كركوك، خرجوا اليوم (أمس) في تظاهرة في ناحية تازة، للتنديد بالعمل الارهابي الذي استهدف حسينية الرسول الأعظم، والهدف كان واضحا كون الحسينية ليست معسكراً أو مركزاً للشرطة أو مقراً لحزب ما»، وأوضح أن «التظاهرة جاءت لتعبّر عن اليأس من إجراءات الحكومتين المحلية والمركزية الضعيفة، فالمحلية غير قادرة إلى الآن على تفكيك الشبكات الارهابية التي تستهدف أي جهة متى شاءت وفي أي وقت، في حين أن رد الحكومة المركزية ضعيف إلى أبعد الحدود، وبعض الأحيان لا تخرج ببيان إدانة». واضاف أن «المتظاهرين قطعوا الطريق بين المحافظة والعاصمة لنحو عشرين دقيقة، لكننا نصحناهم بالانسحاب فلا مصلحة في هذا الإجراء، ولكنهم يقولون إلى متى نصبر، وبعض الشباب طالب الحكومة بمساواتهم مع الإرهابي الذي يقتل ويفجر وإذا به ينتظر العفو العام. مع احترامنا لمنظمات حقوق الإنسان، فالإرهابي في السجن يتمتع بخدمات وطعام جيد. ولكل إرهابي 150 دولاراً أميركياً للطعام، والحكومة تتعامل معه بروح الإنسانية وهي قاسية مع الضحايا، ولا تخصص لهم حتى 15 دولاراً». وطالب الحكومة «بضرب الإرهاب بيد من حديد، وإرسال اللجنة الوزارية المختصة فوراً لدفع تعويضات إلى المتضررين وأسر الضحايا، بعد أن تهدمت نحو عشر دور سكنية على ساكنيها». وتابع إن «الإرهاب يستهدف الكل من دون تمييز ولكن هناك جهات مستهدفة على الهوية أكثر من غيرها، كالمسيحيين وأتباع أهل البيت، وهذا ما لا يخفيه تنظيم القاعدة». وسبق أن طالبت أوساط تركمانية بتشكيل قوة من ابنائها لحماية مناطقهم ومساجدهم وحسينياتهم. ودعت شخصيات كردية خلال مؤتمر سنوي أقامته في كركوك عشيرة زنكنة المعروفة، وشاركت فيه شخصيات عربية وتركمانية، إلى «الوحدة والتماسك لمواجهة الإرهاب الذي يضرب الجميع»، وطالبوا السياسيين ب»حل الخلافات التي باتت تسبب المآسي للعراقيين».